لم تشعر الأسواق المالية بعملية إطلاق الحوار الوطني والإيحاءات الإيجابية التي حاول بعض القيادات تعميمها لتبريد التوترات الأمنية والسياسية الداخلية، على اعتبار ان الأسواق تنتظر إيحاءات وإشارات أخرى تغير نظرة المتعاملين وانطباع المستثمرين في هذه الأسواق .
من الإشارات الأساسية التي تنتظرها الأسواق المالية اللبنانية أولاً وجود موازنة عامة وسياسة مالية ونقدية توحي بالاستقرار، بالنسبة للمتعاملين والمستثمرين، وقبل كل ذلك توفير مناخ الاستثمار بتأمين الاستقرارين الأمني والسياسي الداخلي بمعزل عن انعكاسات التطورات الإقليمية لا سيما الوضع في سوريا
على صعيد سوق القطع فإن الوضع النقدي ما زال مستقراً وثابتاً على الرغم من بروز بعض الطلب على الدولار مع كل تطورات أمنية وسياسية، ولكن السوق يعود إلى الهدوء فور تراجع التوترات في المناطق التي شهدت أحداث الأسابيع الماضية لا سيما المناطق الحدودية مع سوريا.
على الصعيد المالي فإن الإقبال المصرفي على الاكتتابات لسندات الخزينة ما زال ضعيفاً، حيث بقي مصرف لبنان المكتتب الأساسي والأول في تغطية احتياجات الدولة.المصارف حاولت هذا الأسبوع رفع معدلات الفوائد على عروضها للاكتتاب بنسبة 15 نقطة إلا أن مصرف لبنان , وبالتالي وزارة المالية لم تأخذ عروض المصارف لرفضها رفع الفوائد مما دفع مصرف لبنان إلى الاكتتاب بالقسم الأكبر منها.
أما الأوراق اللبنانية سندات اليورو بوند , فبقيت على تراجعها مع تسجيل بعض العروض الخارجية مما انعكس تراجعاً في أسعارها. أكثر من ذلك فإن حركة البورصة تعاني من شلل مع ضعف التداولات بشكل ملحوظ مع بروز بعض العروض على الأسهم المصرفية الأساسية من الخارج.
إشارة أخرى إلى الجهات المصرفية اللبنانية والمتعاملين في لبنان تدخلوا لشراء الأوراق اللبنانية المعروضة خارجياً مستفيدين من تراجع أسعارها في محاولة لتحقيق أرباح لاحقة.
0 Responses to الأسواق تحتاج لخطوات أكثر فاعليّة من طاولة الحوار لتغيير انطباع المستثمرين