أن إعادة الحد الأدنى من التفاهم بين مكونات الحكومة الحالية , و تعويم الحكومة لتستمر في الظروف المضطربة محلياً وإقليمياً، ومنع سقوطها بأي شكل من الأشكال قد تمّ بإيحاء من النظام السوري الذي اشترط ان يقوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بتلبية ما سميت بلائحة مطالب، سبق ان نقلت اليه في السابق ولبّى بعضها وتردد في تلبية البعض الآخر.
و تتضمن لائحة المطالب السورية تكثيف التعاون مع النظام السوري في رصد وملاحقة الناشطين من المعارضة السورية داخل لبنان ومنعهم من ممارسة اي نشاط وتسليم المطلوبين منهم للسلطات السورية بسرية وبمعزل عن أي ضجيج سياسي او اعلامي لتفادي الاعتراضات والتداعيات المحلية والاقليمية والدولية على حدٍّ سواء، اضافة الى تكثيف التنسيق الأمني بين البلدين على كافة المستويات و اتخاذ ما يلزم من اجراءات ضرورية لرصد ومتابعة حركة الحدود بفاعلية أقوى من السابق.
و على المستويين العربي و الدولي , فتضمنت المطالب السورية وجوب اتخاذ مواقف واضحة وثابتة الى جانب النظام و اظهار الاعتراض على ما يتخذ من قرارات كحدٍّ ادنى اذا لم تستطع الحكومة تأييد الموقف السوري بوضوح لاعتبارات داخلية او عربية، كما حدث من قبل.
كما تضمنت المطالب السورية إلى ضرورة تنبه الحكومة اللبنانية لكل ما يطرح من مشاريع وخطط في المحافل الدولية أكان في مجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة، أو أي اجتماع اقليمي أو دولي يعقد بخصوص الأزمة السورية وضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انزلاق لبنان للمشاركة او لتأييد ما ينتج عن مثل هذه الاجتماعات. وان تنفيذ آلية التفاهمات الموضوعة في دمشق قد بدأت بالفعل في آخر جلسة لمجلس الوزراء، في حين يبقى الشق الأمني والدبلوماسي في اطار من السرية المتفق عليها، لئلا ينعكس الكشف عنها إلى تداعيات سلبية تلحق الضرر بالحكومة ككل.
جريـدة اللـواء
لبيـــــك يا حســــين
0 Responses to تعويم سوري للحكومة اللبنانية مقابل لائحة مطالب منها تسليم المعارضين و عدم تأييد القرارات الدولية