منتديات لبنان والجنوب المقاوم Lebanon Libanon Forum

بقي الوضع الأمني في صدارة الاهتمامات السياسية والشعبية، بدءاً من مسلسل الخطف مروراً بقضية المخطوفين في سوريا وصولاً إلى محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها موكب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في مدينة صيدا، في وقت نجحت القمة الروحية الاسلامية - المسيحية التي انعقدت في بكركي في توحيد الصفوف حول ثلاثة اولويات: ارتياح لزيارة البابا، وادانةالفيلم المسيء للنبي الاكرم(ص)، ومواجهة الازمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان.

هذه العناوين وغيرها، ركزت عليها إفتتاحيات الصحف الصادرة لهذا اليوم، حيث رأت صحيفة "السفير"، أن الملف الامني بقي في غرفة العناية المركزة، في ظل حماسة رسمية نظرية للتصدي للفلتان الذي يضرب لبنان كله، ويصيب مواطنين أبرياء، بالاضافة الى عسكريين لا ذنب لهم سوى قيامهم بواجبهم وآخرهم الرائد الشهيد عباس جمعة، فيما بقي تعرض موكب النائب ميشال عون لإطلاق نار في صيدا في دائرة التجاذب السياسي بين مؤكد للحادثة ومستبعد لها.

ولفتت الصحيفة إلى أن بورصة الخطف، أمس، لم تسجل أية أسماء جديدة، علما أن لائحة المخطوفين الذين حررتهم "الفدية المالية"، تجاوزت الثلاثين "محررا" في منطقة البقاع وحدها، ولعل المفارقة اللافتة للانتباه أن التحريات التي تجريها جميع الأجهزة الأمنية تؤكد معرفتها بهويات الخاطفين وامتلاكها بصماتهم وأسماءهم وصورهم جميعا، وبينهم "رؤوس كبيرة" تسرح وتمرح وليس من يحاسبها. ويطرح ذلك سؤالا كبيرا: هل هذه العصابات أقوى من الدولة؟.

وفي هذا السياق، قال وزير الداخلية مروان شربل "لا أحد أقوى من الدولة"، رافضا أي اتهام للدولة والقوى الأمنية بالعجز، وأضاف في حديث لـ"السفير"، "ليس مقبولا استمرار الوضع الراهن، وثمة خطة أمنية مشتركة بين الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي قد بوشر بتنفيذها، وسنتحرك فوراً للتصدي لأي طارئ ولن نتهاون مع أحد".

بدوره، قال مرجع أمني، للصحيفة عينها، "ان الجيش وقوى الامن الداخلي وسائر الاجهزة الأمنية هم في حالة استنفار كاملة لمعالجة موضوع الخطف، ووضع حد له، خاصة بعدما بلغ حدا لا يمكن السكوت عنه أو التغاضي عنه"، وأكد أن الدولة اللبنانية بكل أجهزتها تسعى ايضا للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في سوريا.

في موازاة ذلك، أعلنت "هيئة علماء المسلمين" في لبنان، في بيان لها، قبيل منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء، أنها تلقت "معلومات شبه مؤكدة بأن انفراجاً قريباً جداً يُنتظر حدوثه في ملف المحتجزين اللبنانيين في سوريا بحيث يتم الإفراج عن أحدهم في الساعات القليلة المقبلة". وقال عضو "الهيئة" الشيخ سالم الرفاعي ان المخطوف الذي سيُفرج عنه هو عوض ابراهيم.

من جانبه، طلب المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى أهالي المخطوفين اللبنانيين في سوريا الإحتفاط بأكبر قدر من ضبط النفس بانتظار الإتصالات التي لم تنقطع وعدم الركون الى مسلسل الشائعات الذي أطل من جديد في بعض وسائل الإعلام، متمنيا ان يبقى الملف في عهدة السلطة الشرعية ومن يتولى المفاوضات باسم لبنان، حسبما ذكرت صحيفة "الجمهورية".

القمة الروحية


سياسيا، تحرك المشهد الداخلي، امس، على إيقاع القمة الروحية الاسلامية ـ المسيحية التي انعقدت في بكركي وإطلاقها تحذيرات من تداعيات "الانهيار الكبير" اقتصاديا، حيث طالبت القمة بانتهاج سياسة اقتصادية واجتماعية تعتمد نظاماً ضرائبياً اكثر عدالة، ودعت إلى التشدّد في تطبيق القانون، مشيرة إلى أن الوضع السياسي والأمني هو الشرط الأول والأساسي للاستقرار والنمو الاقتصادي.


من ناحيتها، أكدت مصادر مطلعة نقلاً عن صحيفة "اللواء"، ان استنكار الصرح البطريركي للإساءة للأديان بشتى الاشكال والمظاهر الكلامية او الكاريكاتورية او الفنية لا يأتي في اطار المظاهر الاجتماعية والمجاملات بين رؤساء الطوائف، إنما يستنبط الحس الوطني الجامع لرسالة لبنان القائم على العيش المشترك الواجب حمايته بكل الطرق والوسائل.

وفي الاطار ذاته، أصدر قاضي الأمور المستعجلة في بيروت نديم زوين قراراً منع بموجبه بث فيلم "براءة المسلمين" على شبكة "
الانترنت" و"اليوتيوب" في لبنان.

لقاء بري ـ السنيورة: اتفاق على إنهاء القطيعة

من ناحية ثانية، حرّك لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري برئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة في عين التينة الركود السياسي، حيث نقلت صحيفة "النهار"، عن أوساط السنيورة قولها ان "هذا اللقاء هو الاول من نوعه منذ ما قبل سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري في كانون الثاني 2011، وقد جرى البحث خلاله في كل المواضيع ما شكل كسراً للجليد وتبريداً للمناخات بين الجانبين وسط اجواء ايجابية".
واشارت الاوساط إلى ان "اللقاء تناول جولة افق على المواضيع المطروحة من قانون الانتخاب الى سلسلة الرتب والرواتب الى الوضع الاقتصادي والاجتماعي، واتفق على استمرار اللقاءات مع تأكيد الحفاظ على الاستقرار وحماية السلم الاهلي في ظل استمرار التباين والخلاف السياسي".

على خط مواز، أكد رئيس المجلس النيابي ان ليس لمشاريع واقتراحات قوانين الانتخاب المقدمة علاقة بالحسابات الانتخابية الضيقة للكتل التي قدمتها، بل تتجاوز ذلك إلى استحقاق رئاسة الجمهورية في عام 2014 المعني به المجلس المقبل، معتبراً أن الاتفاق على بديل "الستين" لن يكون سهلاً .


ورأى بري، في حديث إلى صحيفة "الأخبار"، أن معركة رئاسة الجمهورية عام 2014، بدأت باكراً جداً هذه المرة، وقد دخلنا حمأتها، مشيراً إلى أن معارك قوانين الانتخاب المطروحة حالياً، ترتبط بحسابات معركة الرئاسة الأولى أكثر من ارتباطها بحسابات القوى السياسية المتصلة بالانتخابات النيابية صيف العام المقبل، وهي تشي بنوعية أوراق الاقتراع التي سينزلها نواب برلمان عام 2013 في صندوق انتخاب "فخامة الرئيس العتيد".

ورفض بري إعطاء رأيه في أيّ من قوانين الانتخابات المطروحة، قائلاً : لا يزال الوقت باكراً، حتى أقول كلمتي، علماً بأن موقفي، صار "استظهار عربي"،ومعروفاً: لا عودة إلى قانون الستين، وأنا أدعو إلى ما أسميه قانون "مثلث الرحمة والإنقاذ" للبنان: النسبية، وقانون ينتج برلمان الأمة، لا برلمان الطوائف والمذاهب.

من جهة أخرى، أكد بري أنه ماض في تدشين مرحلة تنقية أجواء البلد من الاستفزازات، ولفت إلى إيجابيات ظهرت في الأيام الأخيرة، مضيفاً: يبدو ان هناك من انزعج منها وحاول قطع مسارها من خلال التعرض لموكب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، محذراً من خطورة هذا الأمر.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، أضاف بري: حتى عام 2014، سيظل السؤال الأهم، هو عن الحدث السوري، ومساراته وما سيحمل من تطورات، علماً بأنني ألاحظ ان الاوضاع السياسية المحيطة بموقع النظام السوري داخل عملية الصراع، في سوريا وعليها، باتت أفضل.

محاولة استهداف عون: الرسالة وصلت



وبينما من المقرر أن يستأنف اليوم المدعي العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج تحقيقاته الميدانية في محاولة اغتيال النائب عون مساء السبت الفائت، أكد مقربون من رئيس تكتل "التغيير والاصلاح"، أن رسالة الاغتيال وصلت لكنها لن تلقى آذاناً صاغية عند التيار "الوطني الحر"ّ وحلفائه الذين لن ينكفئوا، ولن يقفوا متفرّجين على مَن يريد ضرب استقرار لبنان وتغيير صبغته وزرع الفتنة بين أبنائه.


وأكدت المصادر أنّ فريق "14 آذار مستمرّ في سياسة زعزعة الأمن، فهو يريد اظهار أنّ منطقة صيدا هي غيتو غير آمن"، وأضافت "هذا الفريق يريد توجيه رسالة إلى الجنرال عون بضرورة البقاء في مقرّه، فتحركاته باتت مرصودة وتحت المراقبة، وهذا نوع من التهديد لكفّ العماد عون عن القيام بجولات الى المناطق اللبنانية كافة، لا سيّما أن المرحلة المقبلة ستشهد جولات إلى أماكن وجود مناصري التيار من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، تحضيراً لانتخابات 2013".


الإبراهيمي لمجلـس الأمن: سـنجـد مخـرجاً لسـوريـا

اقليمياً، كان الأبرز أمس التقرير الذي رفعه الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى مجلس الأمن عن حصيلة الاتصالات التي أجراها بعد تكليفه بمهمته الجديدة، حيث نبه من أن الأوضاع في سوريا متدهورة وهناك كارثة إنسانية تلوح في الأفق. ونقل الابراهيمي عن الرئيس بشار الأسد قوله إن "خمسة آلاف أجنبي يقاتلون إلى جانب المعارضة المسلحة في سوريا"، وأكد الابراهيمي "أننا سنجد مخرجا لسوريا في المستقبل غير البعيد".

وتأتي لقاءات الابراهيمي، بعدما دعا ممثلون عن نحو عشرين حزبا وهيئة سورية من معارضة الداخل خلال مؤتمر عقد في دمشق امس الاول، وحضره خصوصا سفيرا روسيا وايران، الى وقف العنف فورا من قبل طرفي النزاع وذلك تحت رقابة عربية ودولية مناسبة.