منتديات لبنان والجنوب المقاوم Lebanon Libanon Forum

كمال ذبيان

هل تجدد مرض الانشقاقات في «القوات اللبنانية» وهي التي عرفت في تاريخها، مسلسلاً من الانتفاضات والانقسامات التي اتخذت طابعاً دموياً، منذ ان ظهرت على يد مؤسسها بشير الجميل، الذي وحّد «الاحزاب المسيحية» بالبندقية، تحت شعار «توحيد البندقية المسيحية»، ومن لم يلتزم، فكانت له مجزرة في اهدن 1978والصفرا 1980، عدا عن التصفيات والاغتيالات وسجن من لم يكن «بشيرياً»، ومنهم من الكتائبيين.
فمنذ العام 1986، والدكتور سمير جعجع يتربع على رأس هرم «القوات اللبنانية» فأطاح بايلي حبيقة بعد معركة عسكرية، ثم جرت عمليات تصفية لكل من كان يوالي رئيس جهاز الامن في «القوات اللبنانية»، وقام بانتفاضة مع جعجع وبمساندة كريم بقرادوني، لاخراج كتائب امين الجميل من جسم القوات التي كان يترأسها فؤاد ابي ناضر.
فتاريخ «القوات اللبنانية» كما احزاب اخرى مليء بالانقلابات، وهي تشبه استيلاء حزب البعث على السلطة في سوريا، التي شهدت منذ العام 1963 حتى العام 1970، انقلابات قام بها ضباط الجيش من البعثيين ضد بعضهم، للاستفراد بالسلطة التي وصلوا اليها بالسلطة، وهكذا القوات، انقلاب يعقبه انقلاب الى ان حُلت في العام 1994 اثر متفجرة سيدة النجاة، ودخول قائدها جعجع الى السجن، حيث عمدت زوجته ستريدا الى ادارة القوات واستبعدت رموزاً منها، فأمنت لزوجها بعد خروجه من السجن ساحة خالية من قدامى القوات الذين اقاموا ما يشبه «الرابطة» لهم، ينددون بسياسة جعجع ونهجه وادائه وخطف القوات من مناضليها ومقاتليها وشهدائها وجرحاها ومعاقيها، حيث يقام قداسان عن روح شهداء القوات واحد في سيدة ايليج، لا تحضره قيادة القوات، والثاني يقيمه جعجع كان اخره في مقر اقامته في معراب.
وظاهرة الانشقاق عن القوات، ستبرز اليوم في لقاء موسع يعقده فريق منها منتفض على جعجع، عند الساعة الحادية عشرة في دير سيدة الجبل في ادما، على مقربة من معراب، ليسمع رئيس الهيئة التنفيذية في القوات ما سيقوله رفاقه فيه وبادائه، ولكشف المستور من ممارساته وفق ما تقول مصادر الداعين الى هذا اللقاء ومن ابرزهم حنا العتيق الذي كان قائداً للصدم في القوات باسم «حنون» وهو سبق له وعرض في بيانات ولقاءات ما يقوم به جعجع الذي يمارس دور «الدكتاتور» داخل القوات، كما يصفه خصومه الذين ستكون لهم كلمات في اللقاء تعري نهج جعجع وانحرافه عن عقيدة القوات ومواقفها وطروحاتها، فهو اضافة الى استئثاره بالقرار وتفرده بالسلطة، وعدم قيام وزن لمساعديه، فانه اخذ القوات الى تحالفات سياسية لا تتفق مع مضمون رسالتها، عبر التحالف ليس فقط مع «تيار المستقبل» بل مع قوى اصولية اسلامية تكفيرية، يهلل لها جعجع، ويرسل نائباً الى الشيخ احمد الاسير، يهنئه على مواقفه وتأييده لطروحاته.
ولن يتوقف المجتمعون في ادما اليوم عن فضح النهج السياسي لجعجع، بل سيفتحوا الملف المالي المليء بالفضائح وسيسألون الى اين ذهبت اموال السلاح، وماذا حل بالممتلكات وكيف يعيش جعجع وزوجته كارستقراطيين، ومن اين تحصل القوات على الاموال، وهل من جهات خليجية تحضرها لدور عسكري داخل لبنان؟
«لقاء القواتيين» الذي بقي منهم من هو منظم في صفوف القوات، سيكون مدوياً في ما سيقال فيه، وبالهيئة الادارية او القيادية التي ستخرج منه، حيث لن يبقى صوت «القوات اللبنانية» محصوراً بجعجع، بل ستخرج مجموعة تقول ايضاً ان صوت «القوات اللبنانية» الحقيقي، كما تقول مصادر هذه المجموعة التي تعترف انها قد تواجه صعوبات، نظراً للامكانات المالية لدى جعجع، لكنها ستطلق صرختها، بوجه الانحراف الذي يمارسه.