وظائف شركات البترول

منتدى ومنتديات لبنان والجنوب المقاوم Lebanon Libanon Forum
منتدى لبنان والجنوب دردشه صوتيه ومرئيه اخبار واعلام عمليات المقاومه واخبار العدو خدمات الويب المجانيه تحميل برامج وسيريال صيانة الاجهزه اضافة واشهار المواقع سكربتات عربيه واجنبيه افلام والعاب مواضيع اسلاميه النبي محمد واهل البيت قرآن احاديث اناشيد وسياسه التصميم والجرافيكس الرسيفرات والقنوات الفضائيه الخليوي وال SMS الصور والفوتوغراف التطورات والتكنولوجيا الربح من المواقع الوظائف وفرص العمل البنوك والمصارف الالغاز والنكت غرائب وعجائب الحياه عالم الحيوانات الشعر والادب العربي طب الاعشاب والطب الحديث المطبخ العربي الفلك والابراج وعلم النفس الشباب و الرياضه المراه العربيه
المواجهة بين اسرائيل والمقاومة طويلة الامد وستصل الى فلسطين كلها
Sep 27th 2012, 02:29

كتب شارل أيوب

سيأتي يوم يشهد فيه التاريخ على انه في فترة من الفترات لم يكن الشعب العربي واللبناني في حالة وعي جدية بشأن حرب المقاومة واسرائيل، لأن هذه الحرب هي طويلة الامد وهي ابعد من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي ابعد من الجليل وتصل الى فلسطين كلها، كثيرون لا يعطون اهمية للحرب بين المقاومة واسرائيل، ولكن هذه الحرب ستكون الاهم في الـ50 سنة المقبلة.
وقد يتفاجأ القارئ ان الحرب ستدوم 50 سنة ولا يصدّق انها ستدوم طوال هذه المدة.
وبالمعنى العربي التكتي المباشر اسمها تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، طبعا اسرائيل تراهن على تدمير سوريا وقطع الاسلحة عن حزب الله واغراق لبنان في حرب سنية ـ شيعية وجعل المقاومة في حال ضعف ووهن، ولكن ما لم يطرأ امر سيىء فإن الحرب ستمتد 10 سنوات بين المقاومة واسرائيل .
من سنة 1938 الى سنة 1940 انطلقت ميليشيا اسرائيلية اسمها «الهاغانا» وهي كناية عن حرب عصابات اسرائيلية مؤلفة من شباب اعمارهم لا تزيد عن 18 سنة، وكان المشرف العام عليهم بن غوريون الذي اسس دولة اسرائيل بالمعنى المباشر، ولكن الذي اسس اسرائيل فعلا هو مؤتمر لوزان وبارلو منذ 200 سنة، مع العلم ان اليهود يطمعون بفلسطين منذ صلب المسيح الذي لم يميز بين يهودي وآخر، فقام اليهود بصلبه. وفي حزيران 1967 استطاعت القوات الاسرائيلية احتلال الجدار الشرقي الشمالي للمسجد الاقصى ومشهورة الصورة التي اقترب فيها قائد السرية العسكرية موشي ديان من حائط المبكى وفق التسمية الاسرائيلية وضرب رأسه على الحائط قائلا: لن نفترق بعد اليوم.
حصلت الهزائم في حزيران 1967 ونصف انتصار سنة 1973 رغم مبادرة الجيشين المصري والسوري بالحرب وهزيمة 1982 حينما استطاعت اسرائيل حرق لبنان واحتلال عاصمته.
ولكن بعد 1982، بدأ التاريخ يتغير واول حادثة حصلت في شارع الحمراء حينما كان ضابط اسرائيلي يشرب قهوته جالسا في مقهى الويمبي، حينما مر مواطن اسمه خالد علوان وهو قومي سوري فرأى ضابطاً اسرائيلياً يشرب القهوة في شارع الحمراء فذهب الى منزله لاحضار مسدسه الذي اخفاه وعاد الى المقهى واطلق النار على رأس الضابط الاسرائيلي، ولكن الاسرائيليين اصيبوا بالصدمة واستطاع خالد علوان القيام بأول عملية ضد الاسرائيليين في بيروت في 1982، بدأت المقاومة في الجنوب وبدأت الحرب بين 3000 عنصر من حزب الله موزعين في الجنوب، مقابل 150 الف جندي اسرائيلي ينتشرون في الجنوب وما هي إلا اسابيع حتى استطاع حزب الله تفجير مركز المخابرات في صور ما ادى الى مقتل واصابة 292 جندياً اسرائيلياً، والاسرائيلي كان يعتقد ان الضربة ستكون في صيدا ولكن بدأت في صور.
بدأت الحرب بقصف للطائرات والمدفعية الاسرائيلية، في المقابل كان هناك 3000 عنصر من حزب الله يقاتلون ضد مراكز الجيش الاسرائيلي، ولم يكن احد يعتقد ان 3000 شاب من الجنوب والبقاع، ونحن لا نفرق بين الطوائف، ولكن المقاومة كانت ترتكز على شيعة الجنوب والبقاع.
وبدأت المقاومة بـ 3000 عنصر من حزب الله حتى وصل عددهم الى 40 الف مقاتل خلال 8 سنوات.
لم تقتنع اسرائيل ان هناك قوى عربية تقف في وجهها فشنت الحروب على الجنوب وحزب الله دون هوادة، فبدأت حرب سنة 1996 تحت اسم عناقيد الغضب، وحصلت مجزرة قانا وقصفت المدفعية المراكز التي لجأ إليها اطفال ونساء، وارادت اسرائيل إلقاء الرعب في الجنوبيين، ولكن دماء شهداء قانا انتصرت وفشلت عناقيد الغضب والحروب التي كانت تشنها اسرائيل على المواطنين والمقاومة.
وبدأ التعايش بين المقاومة والارض بشكل يعشق المقاوم الارض على اساس انها بلده وعلى اساس ان هناك واجباً شرعياً بالمدافعة عنها والتحف المقاومون السماء وناموا على التراب وقاتلوا اسرائيل بضراوة حتى بدأت المقاييس تنقلب لمصلحة المقاومة ضد اسرائيل.
لذلك طرحت اسرائيل فكرة جزين اولا، اي ان ينسحب الجيش الاسرائيلي من جزين وتوقف المقاومة عملياتها وبعد ذلك تنسحب من الشريط الحدودي.
رفضت المقاومة إيقاف القتال، ولكن للاسف الكثير من المسؤولين اللبنانيين دافعوا عن فكرة جزين اولا.
ارتفعت وتيرة المقاومة في الجنوب حتى وصل الامر بحزب الله ان يأخذ اعلاميين ليشهد على العمليات ضد اسرائيل، ولكن تم اعتقال المصور لاحقا لانه بقي في الشريط الحدودي.
وبدأت دوريات اسرائيل تستهدف الواحدة تلو الاخرى على طرقات الجنوب واستعملت المقاومة العبوات لنسف طرق الدوريات الاسرائيلية.
وقد نجحت المقاومة، وفي العام 1997 كانت الانتخابات النيابية الاسرائيلية على الابواب. وكان المرشح ايهود باراك هو احد اهم المرشحين لرئاسة الحكومة، وكان الرأي العام الاسرائيلي يتذمر يوميا من سقوط القتلى من الجنود الاسرائيليين في جنوب لبنان، فقال كلامه الشهير: « لو كان مقتل 2000 جندي اسرائيلي يحل الامر لأنهيت موضوع الشريط الحدودي خلال اسبوع واحتلت اسرائيل كل شيء وانتهى الامر ولكن الامر لا يحل هكذا». وتابع باراك قوله: «ان اسرائيل ستنسحب سنة 2000 اذا تم انتخابي رئيس حكومة ووصلت الى الحكم».
حصل باراك على ردة فعل شعبية من الفرح لا توصف، وقام 200 الف اسرائيلي تقريبا بالتصفيق لباراك لانه اعلن انه سينسحب من جنوب لبنان سنة 2000.
بدأ الجيش الاسرائيلي يخفف من وجوده في الجنوب وبدأ يترك الساحة لجيش لحد، وفي الوقت نفسه بدأت عمليات اغتيال داخل جيش لحد منها عقل هاشم وغيره، وبدأ التشكيك في أن اسرائيل تقوم بقتل قادة جيش لحد لانها تريد الانسحاب سنة 2000 ولا تريد ان تترك جيش لحد كبيراً وتريد انهاءه بسرعة.
حصلت الانتخابات الاسرائيلية عام 2000 ووصل باراك الى الحكم، وبدأ التحضير للانسحاب من الجنوب اللبناني المحتل. وكانت ذروة هزيمة اسرائيل يوم 25 ايار، يوم انسحب الجيش الاسرائيلي من الشريط الحدودي ولم يسمح إلا لقلة قليلة بالدخول معه الى اسرائيل واغلق الابواب الرئيسية بين لبنان واسرائيل تاركا وراءه القسم الاكبر من جيش لحد و3 سجون اهمها سجن الخيام الذي يتسع لحوالى 1800 موقوف في الزنزانات وتحت الارض.
توقعت اسرائيل او لم تتوقع بعد اغلاق الابواب وترك جيش لحد وحيدا، بأن المقاومة التي تضم 40 الف مقاتل ولديها احدث الاسلحة هزمت اسرائيل، اضافة الى وجود 1800 اسير من اهل الجنوب في سجن الخيام ورغم ذلك، لم تحصل اي ردة فعل باتجاه المسيحيين حيث كانت الامور طبيعية، وذلك بعكس الذي حصل في في الشوف والجبل من قبل الحزب التقدمي الاشتراكي بقيادة وليد جنبلاط، بعد ان قامت القوات اللبنانية بالانسحاب من الجبل والشوف حيث قام بقتل المسيحيين هناك وهدم الكنائس ولم يوفر طفلا ولا امرأة ولا عجوزا، حتى ان رجالا اكبر من 80 سنة قالوا نحن قضينا العمر ضد شمعون وكنا مع وليد بك ولكن رغم ذلك قتلوا وحصل التهجير في الجبل وتم هدم الكنائس وتهجير المسيحيين وحصلت مجزرة رهيبة لم يستطع احد إيقافها وهي قتل المسيحيين في دير القمر وحتى حدود الدامور، ويومذاك وصل الخبر في برقية سريعة من السفارة البابوية الى الفاتيكان تخبرهم ان مجزرة ضد المسيحيين رهيبة لا يتحملها احد يقوم بها جنبلاط وحزبه.
قام الفاتيكان باتصالات بسرعة واوصل الخبر الى الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي اعطى الاوامر بوقف كل عمليات الحزب التقدمي الاشتراكي في الشوف وكلّف العماد حكمت الشهابي تنفيذ الاوامر.
كان جنبلاط بخلوة ومعه جهاز خاص به لا يتكلم عليه الا مع المقدم شريف فياض ومروان حماده ويتكلم مع فياض بالامور العسكرية ومع حماده بالامور السياسية.
اتصل حماده بجنبلاط قائلا له ان العماد حكمت الشهابي يريد التكلم معك في قضية هامة تتعلق بالمذابح في الجبل والشوف، رد جنبلاط على حماده قائلا: «جاوبه بأنك تكلمت معي وبأنني غائب عن السمع لمدة ساعتين وبعد الساعتين نكون قد أنهينا التهجير في الجبل للمسيحيين»، قام حماده بإعطاء الخبر لحكمت الشهابي ولكنه اصر عليه انه يريد التكلم مع وليد جنبلاط وعليه اخباره بذلك، فقال حماده لجنبلاط ان العماد الشهابي يضغط ويريد التكلم معك، فقال له «اربح لي ساعة اضافية وانا سأكلم عزيزي قائد منطقة الشوف واني طلبت منه ان ينهي الوجود المسيحي في الجبل ووضع المتفجرات بالكنائس والمنازل كي لا تكون هناك عودة سهلة للمسيحيين في الجبل.
في هذا الوقت وعند الساعة 11 ليلا كان المسيحيون يختبئون في اعلى الكنائس وداخلها واغلقوا الابواب عليهم وينتظرون الموت، وصل الخبر الى كاهن في بلدة شرتون بواسطة السفير البابوي وان المجازر مستمرة وستقضي على كل المسيحيين في الجبل. اتصل السفير البابوي بالفاتيكان وابلغه خطورة الوضع والمجزرة الآتية، فحصل اتصال من الفاتيكان مع الرئيس الراحل حافظ الاسد، وعندئذ (والقصة مشهورة ويخبرها اما مروان حماده او ركن اساسي في الحزب التقدمي الاشتراكي على مستوى عال وهي ان العماد حكمت الشهابي عاد وروى القصة وما حصل، لذلك عاد جنبلاط وروى ما حصل معه)، اتصل الرئيس الراحل حافظ الاسد بالعماد حكمت الشهابي وقال له حرفيا: «حكمت لا يحصل امر من هذا النوع مع سوريا فما الذي يحصل وكيف يمكن ان تنتظر ساعة ونصف ووليد جنبلاط غائب عن السمع، اعطيك امرا بإنهاء الموضوع فورا واذا لم يستجب وليد جنبلاط فإن الجيش السوري سيجتاز منطقة الشوف ويتلقى جنبلاط ضربة اكثر مما يراه المسيحيين حاليا».
اتصل العماد الشهابي بحماده قائلا له: الامر خطر جدا اوجد لي وليد جنبلاط فورا وانا اقول لك انه بقربك فاعطني إياه لاكلمه.
قام مروان حماده بإمهاله دقائق واتصل جنبلاط بالعماد حكمت الشهابي، فرد عليه بعد دقيقة او دقيقتين على الاكثر وانتظر الاتصال، اتصل جنبلاط بالشهابي فأخبره ان هناك امرا مباشرا من الرئيس حافظ الاسد وإلا سيدخل الجيش السوري الشوف والسان تريز وصولا الى دير القمر.
وقال لوليد بك انا لا امزح ابدا اقول لك ان توقف كل شيء وإلا فإن النار ستفتح في كل منطقة الشوف.
جاء اول انذار سوري الى وليد جنبلاط بإطلاق 4 قذائف على بيت المختارة ولكن ليس مباشرة وانما حوله، واتصلوا بوليد جنبلاط واخبروه بالامر.
عندئذ علم جنبلاط ان العماد حكمت الشهابي لا يمزح والرئيس حافظ الاسد لا يمزح بتاتا وانه اتخذ قرارا بقصف المختارة وبعدها سيتم قصف كل الشوف، اعطى جنبلاط امرا بوقف كل العمليات، ولو لم تتوقف العمليات لما بقي في الشوف كله 11 الف مسيحي ناموا في الكنائس واختبأوا في الاحراج.
ذكرنا هذه الرواية لنعود الى حديثنا عن المقاومة اللبنانية وحزب الله ضد اسرائيل، لان اسرائيل كانت تعتقد ان المقاومة ستنتقم من جيش لحد كما فعل جنبلاط، لكن المقاومة لم تنتقم وبالفعل لم يطلق رصاصة واحدة على جندي من لحد.
سيطرت المقاومة على كل الجنوب بعد تحريره عام 2000 وقامت بالتنسيق مع الدولة اللبنانية بتسليم العملاء وجنود لحد، اضافة الى ان المقاومة استمرت 3 ايام في تحطيم ابواب وزنزانات سجن الخيام حيث يوجد 1800 سجين كانوا يريدون الانتقام بعد خروجهم، ولكن حزب الله منعهم من اي انتقام، وسارت الامور كما هي وعلى وقع ثابت والخط البياني هو الآتي:
في اسرائيل قال بن غوريون «سنبني اسرائيلي ونجعلها اقوى دولة في المنطقة». واستعمل حرب العصابات ضد الفلسطينيين وساعد الجيش البريطاني ضدهم وقامت هاغانا الاسرائيلية بارتكاب مجازر اهمها مجزرة دير ياسين ومجزرة دير قاسم لتهجير الفلسطينيين. وبالفعل حصلت هجرة فلسطينية كبيرة، ولكن الخطأ كان انتشار جيش الانقاذ العربي الذي طلب من الفلسطينيين الخروج من فلسطين وبعدئذ سيتم اعادتهم بعد تحريرها وكانت لعبة بريطانية مع عملاء من القيادات العربية، قام الاسرائيليون بإخراج الفلسطينيين وفشل جيش الانقاذ ونجح بن غوريون في حرب العصابات حتى اعلن قيام اسرائيل عام 1948، وبقي الفلسطينيون لاجئون خارج فلسطين حتى يومنا هذا والجيش الاسرائيلي يستعمل كل انواع القتال للحفاظ على دولة اسرائيل. حصل هذا عام 1938 و1940 الى ان تم اعلان دولة اسرائيل من قبل بن غوريون عام 1948. وفي المقابل هنالك منحى آخر واتجاه آخر يظهر يوما بعد يوم اذا كانت الهاغانا الاسرائيلية نفذت عمليات اغتيال ومجازر فإن عناصر حزب الله نفذوا عمليات قتال ضد الجيش الاسرائيلي. واذا كان الجيش الاسرائيلي نجح ضد جيش الانقاذ العربي سنة 1947، فإن المقاومة استطاعت الانتصار على اسرائيل عام 2000 واخرجتها من الشريط الحدودي والجنوب وقسم من البقاع الغربي.
المعادلة هي ان اسرائيل انتصرت سابقا على جيش الانقاذ العربي، والمعادلة مقابلها حرب عصابات تنجح فيها المقاومة بضرب الجيش الاسرائيلي وضرب معنوياته ثم تنتطر في حرب على مدى جغرافية الجنوب والبقاع الغربي ويؤدي ذلك الى تحرير الجنوب سنة 2000.
جاءت حرب تموز 2006 حيث تفاجأت اسرائيل بقوة المقاومة وصواريخها وثبات مقاتليها وإلحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي على مستوى اصابة بارجة واسقاط هليكوبتر اضافة الى مقتل 110 جنود اسرائيليين وايضاً مجزرة دبابات الميركافا التي دمرتها المقاومة في وادي الحجير.
انتهت الحرب بعد 33 يوما وهي بدأت في 12 تموز وكان المسؤولون الاسرائيليون ضائعين حيث رئيس الوزراء اولمرت يعطي كل يوم تصريح عن اننا سنربح الحرب، اما شيمون بيريتس وزير الدفاع الاسرائيلي فكان خائفاً جدا من نتائج الحرب ووصل الامر أخيرا الى استقالة كبار ضباط الجيش الاسرائيلي وعلى رأسهم رئيس الاركان.
قررت الحكومة الاسرائيلية انشاء لجنة فينوغراد واستدعاء كل الضباط والمسؤولين الاسرائيليين، مع العلم ان معظمهم اصبح بعيداً، فاولمرت اصبح في منزله خارج السياسة ووزير الدفاع عمير بيريتس والضباط الذين كان لهم مستقبل في الجيش استقالوا. وقامت لجنة فينوغراد بالتحقيق في ما حصل وقدمت توصياتها واهمها:
1- عدم حذر الجيش الاسرائيلي واخذ الحيطة بأن حرباً ستنشب بينه وبين المقاومة.
2- استخفاف الجيش الاسرائيلي بقوة المقاومة والمفاجأة كانت استعمال صواريخ ضد البارجة وضد الهليكوبتر وصواريخ كورنر ضد الدبابات دون علم الجيش الاسرائيلي بذلك.
3- غياب المخابرات العسكرية الاسرائيلية عن الكشف بأن لدى المقاومة اكثر من 20 الف صاروخ جاءت من البحر ومن سوريا الى لبنان ولم يتم كشفها من قبل المخابرات العسكرية.
وهناك العديد من التوصيات الاخرى، ولكن اهمها ادانة المسؤولين الاسرائيليين السياسيين والعسكريين وابعادهم عن الحكم وهذا ما حصل.
خسرت اسرائيل في حرب تموز 2006 مثلما خسر العرب عام 1967 مقابل اسرائيل، وربحت المقاومة حرب تحرير الجنوب سنة 2000 واصيبت اسرائيل بهزيمة كبيرة بانسحابها من الشريط الحدودي دون أي تنظيم.
وفي صيف تموز 2006 انتصرت المقاومة على اسرائيل من خلال:
اولا القدرة على الصمود والقتال في وجه اقوى جيش في المنطقة.
ثانيا الحاق هزيمة كبيرة ضد اسرائيل عبر ضرب آلياتها وقتل 111 جندياً وهو رقم اقل بقليل مما سقط لاسرائيل في الجولان، اذ قتل 126 جندياً اسرائيلياً، اي اكثر بقليل من حرب تموز 2006.
لماذا نقول ان الحرب ستستمر 50 سنة او عشرات السنوات ؟ لان البيان الجغرافي يدل على ان الجيش الاسرائيلي تقدم ووصل الى اعظم قوة له الى ان خسر في حرب تموز 2006 ونقول ان المقاومة انطلقت من الصفر ووصلت مع الوقت الى مستوى تلحق به الهزيمة باسرائيل، ولكن ما هو اساسي قولنا انها ستستمر عشرات السنوات.
شرح السيد نصرالله الامر عدة مرات ويعرفه مشايخ وقادة حزب الله وهو انه شرعا واخلاقيا ودينيا لا يمكن القبول باغتصاب فلسطين ولا يستطيع السيد نصرالله او اي مسؤول في حزب الله ان يقدم فتوى بالتنازل عن تحرير فلسطين، لان الامر يستند الى الشرع والحقوق والايمان الاسلامي.
في 12 تموز 2006، كانت الحرب تدور، وكانت الصواريخ تصل من سوريا عبر البقاع والبحر وتصل الى المقاومة لتقصف اسرائيل، وهذا يدل على ان معنويات مقاتلي حزب الله كانت اقوى من معنويات الجنود الاسرائيليين الذين قال احدهم «افضل ان انام داخل دبابة ميركافا في الليل ويطلق النار عليّ ان انام في البراري حيث الافاعي والعقارب تلدغني وتسممني».
معركة فلسطين ستستمر لسنوات والذي يريد معرفة كيفية تفكير حزب الله، وهو لا يعلن ذلك، ولكن انا شخصيا شارل ايوب احلل واقول ان حزب الله يريد تحرير فلسطين، وانه اذا كانت معركة تموز 2006 ادت الى هزيمة اسرائيل، فان الحرب المقبلة ستشهد قيام وحدات من حزب الله بالهجوم على مستعمرات اسرائيلية في الجليل، اضافة الى آلاف الصواريخ. لكن لا شك ان لدى حزب الله وحدات تدريب للهجوم على مستعمرات في الجليل شمال فلسطين لاحتلالها او ضربها ثم الانسحاب منها وهذا يشكل اكبر ضربة لاسرائيل، والدليل على ما اقول، ان الجيش الاسرائيلي قام ببناء جدار على مستعمرة كريات شمونة لانه يعلم ان حزب الله يريد مهاجمة المستعمرة، لذلك قام ببناء الجدار وحمايتها بالاسلحة.
حزب الله لا يفكر في اخذ مقاعد في الحكومة ولا يفكر في أخذ هذه الوظيفة، بل ان حزب الله يفكر بطريقة عميقة وهو لا يقبل ان يحتل اليهود فلسطين، ثم انه يدرك قيمة القدس الشريف ولا يتخلى عنه مهما حصل، كما انه يدرك ان ارض فلسطين هي ارض اسلامية ومسيحية ولكنها ارض اسلامية لا يمكن تركها محتلة من قبل الاسرائيليين.
وثالثا، ان عقيدة حزب الله الدينية تحتم عليه التضحية في سبيل تحرير الارض وما نداء «لبيك يا حسين» ليس القصد منه العودة الى كربلاء، بل القصد منه ان حزب الله سيلبي روحية الامام الحسين، وبالتالي فحزب الله مصمم على القتال ضد الاسرائيليين مثلما ان اسرائيل انطلقت بحرب عصابات وبنت جيشاً وانتصرت، فإن حزب الله وصل من حرب العصابات الى حرب التحرير والى حرب تموز وقد امتلك اسلحة قادرة على ردع اسرائيل، والعقلية العسكرية لدى الحزب هي عقلية مرنة بسيطة ذكية وحكيمة. فمثلا المقاومة لا تستطيع امتلاك طائرات لتقصف بها اسرائيل ولا تستطيع امتلاك صواريخ ارض - جو ضد الطائرات العسكرية، فوجد العقل العسكري لدى حزب الله ان افضل طريقة لضرب اسرائيل هي صواريخ ارض - ارض، وهي من نوع شهاب3، خاصة انه بعد الدراسة على الكمبيوتر تبين ان مسافة اطلاق الصواريخ من لبنان على اسرائيل تجعل من اي صاروخ اسرائيلي عاجزاً عن التصدي لموجات صواريخ حزب الله واسقاطها ثم ان العقل العسكري لدى حزب الله في وجه جيش قوامه 300 الف جندي ويصل عند الاحتياط الى مليون جندي، فرأى حرب العصابات افضل طريقة، فوزع عناصره الى وحدات واستعمل التمويه ولف المقاتلون اجسامهم باغصان الاشجار ووضعوا على وجوههم ترابا ممزوجا مع الماء يخفي شكل الوجه ويظهر كأنه قطعة من الارض، وقرروا القتال من مسافة قريبة لان المسافة البعيدة هي لمصلحة الدبابة الاسرائيلية، بينما كانت اوامر حزب الله الحفاظ على الاعصاب وانتظار الوقت المناسب وترك الدبابة الاسرائيلية تصل الى مسافة 40 متراً وضربها بصاروخ كورنر المضاد للدروع في الوقت الذي كان قائد الميركافا يرى اغصان الاشجار امامه ووجوها لا يميزها ويصل الى مسافة 40 متراً وعندئذ يتم ضرب الدبابة بصاروخ كورنر، وهذا ما ادى الى إلحاق مجزرة في دبابات الميركافا التي سقطت في سهل الخيام وقرب الاشجار لان المقاتلين كانوا بين الاشجار وعليها ولا يمكن كشفهم لانهم كانوا مربوطين على اغصان الاشجار لاخفاء شكلهم ووجوههم الممزوجة بالماء.
رأت اسرائيل ان مخططا رهيبا يجري ضدها وانها ذاهبة الى حرب طويلة مع حزب الله وستدفع خسائر كبيرة، فخططت لضرب المقاومة في لبنان عن طريق المخابرات ولعبة الامم، ومن هنا كانت خطة اسرائيل انه اذا تم ضرب سوريا وتقسيمها واغراقها في الحرب، فان سند المقاومة الاساسي سيكون مضروباً وتضعف المقاومة في لبنان ولا تستطيع اكمال خطتها ضد اسرائيل.
وبالفعل حتى الآن لم يتم معرفة لماذا بدأت حوادث درعا وبهذا الشكل في سوريا ومن هي الجهات التي جعلت الحرب في سوريا تستمر سنتين دون ان تعفي النظام السوري من اخطاء ارتكبها وعدم انتباه اجهزة المخابرات السورية الى المخططات المضادة.
والان بات المخطط واضحاً، فالمخطط السوري هو النجاح في بسط الامن في البلاد مع التحالف مع ايران ضد دول الخليج في المنطقة وتلقي اسلحة ايرانية للجيش السوري وتعزيز التعاون الايراني - السوري. وبالنتيجة عندما يحصل التحالف الايراني - السوري يصبح حزب الله ظهره محمياً والتحالف سنداً له.
وفي المقابل، هناك مخطط اسرائيلي استطاع اشعال الحرب في سوريا وشق جزء من الجيش السوري وضرب اسلحته واشعال النيران داخل سوريا حتى لم تسلم قرية من القصف او الراجمات او الهليكوبر، بالاضافة الى اضعاف الاقتصاد السوري، فاضطرت سوريا لأول مرة الى الاستدانة من روسيا والصين، واصبحت المقاومة في لبنان مطوقة، وهناك الحدود بين لبنان واسرائيل ويقع قبالتها جيش اسرائيلي يحضر لضرب المقاومة، وهناك الحدود مع سوريا حيث تشتعل النار هناك، والحرب دائرة والخطر ان تحصل حرب سنية - شيعية. والحمد لله لم يحصل شيء من ذلك، اضافة الى ان اسرائيل تريد اشعال حرب سنية - شيعية في لبنان لالهاء حزب الله، والامثلة كثيرة فالاشتباكات بين آل جعفر وبلدة أكروم وبين جبل محسن والتبانة وهي اشتباكات علوية ـ سنية.
اضافة الى حوادث وتوتر دائم بين الشيعة والسنة كان آخرها اطلاق فرع المعلومات الشيخ احمد الأسير لشتم المقاومة والمطالبة بنزع سلاح المقاومة مع الاستغراب ان يقوم شيخ سني بالمطالبة بنزع سلاح المقاومة الذي هو ضد اسرائيل دون سبب، مع فهمنا ان يقوم الشيخ الاسير بانتقاد الشيعة لقيامهم بـ 7 أيار في بيروت، ولكن مطلب نزع سلاح المقاومة هو مطلب اسرائيلي.
المطلوب اسرائيليا اغراق حزب الله في حرب سنية - شيعية داخلية والهاؤه في الداخل اللبناني. والمخطط المضاد ان يقوم الجيش السوري النظامي بإعادة السيطرة على سوريا، وان يقوم حزب الله باحتياطات وتدريبات ضد اسرائيل ليقوم هذه المرة باختراق ضد اسرائيل واجتياز مستعمرات بحيث يدب الرعب في قلوب الاسرائيليين لان الاسرائيلي لا يمكن ان يتخيل ان يقوم عربي او مقاوم بالهجوم على منزله او ارضه، خاصة ان اساس التفكير الاسرائيلي هو وجوده في بيته او منزله، فاذا اهتزت هذه الفكرة اهتز وجوده.
ومن هنا، نحن نتمنى الخير لسوريا وان يفشل المخطط الاسرائيلي. مقابل ذلك، نتمنى ان ينجح الجيش السوري في السيطرة على سوريا وينجح حزب الله في التدريب الدائم ضد اسرائيل وان تفشل اسرائيل في اشعال فتنة سنية - شيعية لاغراق المقاومة في حرب داخلية تبعدها عن اسرائيل.
رب قائل نحن لسنا مجبرين على البقاء في حرب لعشرات السنوات. والجواب ان القرار ليس بيد شخص او اشخاص، بل القرار هو ان 6 ملايين اسرائيلي احتلوا فلسطين و7 ملايين فلسطيني، وبعضهم يقول 11 مليون فلسطيني، هم خارج فلسطين، اضافة الى 1.5 مليون مواطن عربي داخل اسرائيل والحرب مستمرة بينهم ولا يوجد حلول، لان اسرائيل ترفض الانسحاب من الجولان والضفة الغربية والقدس. واذا كان من السهل على اسرائيل الانسحاب من سيناء لانها صحراء فيما الانسحاب من القدس مستحيل لانه يتعلق بالمعتقدات التلمودية اليهودية ويجعل الاسرائيلي يتخلى عن كل شيء الا فكرة البقاء في اسرائيل والقتال فيها.
في كل هذه الاجواء ظهر حزب الله في الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين، فالى اين ستؤدي هذه المعادلة؟

You are receiving this email because you subscribed to this feed at blogtrottr.com.

If you no longer wish to receive these emails, you can unsubscribe from this feed, or manage all your subscriptions

0 Responses to المواجهة بين اسرائيل والمقاومة طويلة الامد وستصل الى فلسطين كلها

إرسال تعليق

مجلة القاهرة الجديدة