وظائف شركات البترول

منتدى ومنتديات لبنان والجنوب المقاوم Lebanon Libanon Forum
منتدى لبنان والجنوب دردشه صوتيه ومرئيه اخبار واعلام عمليات المقاومه واخبار العدو خدمات الويب المجانيه تحميل برامج وسيريال صيانة الاجهزه اضافة واشهار المواقع سكربتات عربيه واجنبيه افلام والعاب مواضيع اسلاميه النبي محمد واهل البيت قرآن احاديث اناشيد وسياسه التصميم والجرافيكس الرسيفرات والقنوات الفضائيه الخليوي وال SMS الصور والفوتوغراف التطورات والتكنولوجيا الربح من المواقع الوظائف وفرص العمل البنوك والمصارف الالغاز والنكت غرائب وعجائب الحياه عالم الحيوانات الشعر والادب العربي طب الاعشاب والطب الحديث المطبخ العربي الفلك والابراج وعلم النفس الشباب و الرياضه المراه العربيه
حكايــة مقــاوم شــيـوعي أصبـــح شــيـخـا
Sep 29th 2012, 04:56

عمار» قائد شيوعي مقاوم. في مثل هذا اليوم قبل ثلاثين سنة، كان يحتفل مع رفاقه في العاصمة باعلان الجيش الاسرائيلي قراره الانسحاب من العاصمة. شربوا وثملوا ورقصوا فرحا بتلك المناشير التي وقعت بين ايديهم تناشد أبناء العاصمة ألا يطلقوا النار «لأن جيش الدفاع قرر مغادرة العاصمة».
أيام قليلة كانت كافية من «سبيرز» الى «الويمبي» وسليم سلام ومحطة ايوب وكورنيش المزرعة، لكي يقرر الاسرائيليون مغادرة بيروت.
هو نفسه، «عمار» القائد الشيوعي السابق، الرجل الخمسيني ذو اللحية البيضاء، يعتمر عمامة على طريقة «اهل الدعوة» ويلبس جلبابا ابيض ويجاهر باسلامه من مسجد الامام علي في الطريق الجديدة، تاركا وراءه ارثا شيوعيا عاش معظمه في المنطقة نفسها: الطريق الجديدة، قبل أن يقرر التخلي عن مسيحيته وماركسيته وإلحاده، لينتمي الى «أمة الاسلام».

في ايلول 1983، كانت الشمس قد شارفت على المغيب. اتجه «عمار» و«مازن» و«فهد» نحو «صيدلية بسترس». مجموعة اسرائيلية ترتاح عند زاوية رصيف الصيدلية. تسلل الثلاثة الى اقرب مسافة ممكنة ومن هناك رموا الجنود المتحلقين حول بعضهم البعض بعدد من القنابل اليدوية. علا صراخ الجنود وشرعوا يطلقون النار في كل الاتجاهات. الرفاق الثلاثة ينسحبون نحو سوق الخضار في «حي الاكراد» في الظريف وهناك يرتدون ثيابا لا تثير الشبهة. تتقدم سيدة من «عمار» وتسأله «ما هذه الأصوات» فأجابها «قواص.. يا لطيف»، وأدار ظهره ورفيقيه مازن وفهد، باتجاه منزل الأخير في «الوتوات».
دشنت تلك الرصاصات بداية سيرة «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» في 16 ايلول 1982.
احتلت العاصمة العربية الأولى، من بعد القدس طبعا. قسم كبير من القيادات الحزبية يفر خارج العاصمة والقسم الاخر ظل متواجدا لكنه غاب عن السمع. اما من ظل فوق الأرض، فلم يكن دوره الا تأمين الصلة لا اكثر ولا اقل.
«عمار» حينها كان مسؤولا عسكريا في «الحزب الشيوعي اللبناني». خولته المسؤولية أن يكون مخططا ومشرفا ومنفذا للعمليات الاولى في العاصمة. لذلك، كان يتنقل مع «مازن» من حي الى آخر بحثا عن هدف او سلاح مرمي في حاويات القمامة.
العملية الثانية كانت في «محطة ايوب». الرفاق الثلاثة يستقلون سيارة «بيجو 504» ويجولون في راس بيروت. لاحظوا دورية اسرائيلية في منطقة كليمنصو، كانت تضم ملالة مطلية باللون الابيض. استطلعوا المكان فوجدوا قرب الدورية الاسرائيلية سيارة جيب تابعة للجيش اللبناني ومجموعة ضباط لبنانيين. رفض «عمار» اطلاق النار وامر المجموعة بالانسحاب كي لا يفسر ذلك استهدافا للجيش اللبناني ليتضح في اليوم التالي وعبر الصحف ان من كان في الملالة البيضاء لم يكن الا آرييل شارون نفسه وزير حرب العدو آنذاك.
بعد انسحابهم، توجه الثلاثة نحو «محطة ايوب» في زقاق البلاط. رصدوا تجمعا لاليات العدو هناك. كانت احدى الرفيقات تقود سيارة «البيجو»، ترجلوا منها قبل حاجز تفتيش اسرائيلي وتجاوزوه الى الجهة المقابلة عند حائط المدرسة البطريركية. هناك توقفوا بجانب عربة خضار لتصل من بعدهم السيارة، انتظروا قليلا ريثما يعبر اولاد صغار صودف مرورهم قرب الاسرائيليين، وبسرعة سحبوا السلاح من صندوق السيارة الخلفي واطلقوا قذائف «ار بي جي» مع صليات من بنادقهم وانسحبوا بسلام... عادوا الى المنزل وتابعوا لعب الورق مع من كانوا بانتظارهم منذ الصباح..

عملية الشويفات

شكل الطريق العام من الجبل نزولا للشويفات ـ الحدث خط امداد حيوي لجنود الاحتلال، اتجه «عمار» نحو المنطقة برفقة رفيقين اخرين. هناك كمنوا لدورية قرب معمل غندور، وقف احد عناصر الاستطلاع عند جانب الطريق، وتم الاتفاق معه بان يومئ بيده باتجاه معين، ما ان يرى الدورية تتجاوز حاجزا اسرائيليا قريبا، لكن ولشدة ارباكه، اعطى اشارة معاكسة، ظن معها «عمار» ان الدورية قادمة من الاتجاه المعاكس، فقفز ووقف في وسط الشارع ولم يجد شيئا، فالتفت الى الخلف ليرى جيبا عسكريا يتجه نحوه بسرعة محاولا صدمه، فما كان من «عمار» ومن معه الا ان اطلقوا النار نحو الجيب فاصيب بصورة مباشرة واصطدم بعمود كهربائي قبل ان يطلقوا النار على جيب اخر كان في الخلف، فاردوا من كانوا بداخله، ليتبين لاحقا ان القتلى ضباط اسرائيليون..
مرت ايام على تلك العملية، قبل ان تقرر «جبهة المقاومة» تنفيذ عملية اخرى عند مفترق كفرشيما قرب مقر «القوات اللبنانية». وضع «عمار» عبوة ناسفة قرب جدار المقر. بعد ذلك، قاد السيارة بنفسه واجلس الى يمينه رفيقه «امين». كانت الخطة تقضي بان تمر السيارة امام الدورية الاسرائيلية وما ان تصل مقدمة الدورية امام العبوة حتى يتم تفجيرها. اعطى «امين» الاشارة لـ«عمار» الذي استدار بالسيارة وقطع الطريق المقابل كي لا تمر سيارات مدنية، وضغط «امين» في تلك اللحظة على الجهاز، فدوى انفجار كبير أصاب الدورية مباشرة.

كمين الباروك.. نقطة تحول

كان المرور من مناطق الجبل يمثل خطرا اضافيا على المقاومين خاصة في ظل السيطرة التامة على الطريق الساحلية من قبل الاحتلال وعملائه، وهو خطر كان لا بد من تجاوزه للوصول الى الجنوب. في اواخر العام 1984، كلّف «عمار» وعشرة من رفاقه «الضباط» في «الشيوعي» بالتوجه الى الجنوب عن طريق الجبل، تنقل المقاومون من قرية الى قرية، وبدلوا سياراتهم مرارا، الى ان بلغوا منطقة الباروك. هناك تجمعوا في نقطة معينة عند طرف غابة ارز الباروك، وسرعان ما تبين لهم ان العدو قد نصب كمينا محكما لهم. اختبأوا في مغارة وارسلوا مقاوما لا يملك خبرة ميدانية كافية للاستطلاع، ما لبث أن كشف نفسه للكمين وبدل تغيير اتجاهه عاد ادراجه الى المغارة، فقام الجنود بتمشيط المنطقة وأصابوا المغارة وأحد المختبئين فيها من رفاق «عمار». ارتفع صراخ المقاوم الجريح، فاكتشف جنود العدو أمر المجموعة، فاطبقوا عليها، طالبين من جميع أفرادها مغادرة المغارة وتسليم انفسهم.. خرج تسعة من المغارة وبقي «سمير» الذي اختبأ بداخلها.. وكان الناجي الثاني هو «عمار» الذي لم يدخل المغارة وتوغل بين الصخور والوديان قبل أن يقع في شير جبلي عميق وتتضرر ركبتاه.. ظل «عمار» مطاردا لمدة ثلاثة ايام، وظل منذ تلك الواقعة مقتنعا أن خرقا امنيا حصل من قبل شخص كانت تعلم قيادة المقاومة بأمره ولم تتخذ التدبير المناسب بحقه.
مرت ثلاث سنوات على تلك الحادثة، انتقل بعدها «عمار» الى البقاع في «مهمة خاصة». كثر من رفاقه اعتقدوا ان سبب نقله هو فشل «كمين الباروك».

«حكاية الجن»

في 31 كانون الثاني 1987، الطقس عاصف جدا. يتحلق «عمار» ومسؤول منطقة البقاع في المقاومة العائد من علاج في الخارج وشخص ثالث يدعى «محمود» حول طاولة عشاء. من حديث المقاومة واحوالها الى حكايات «الجن»، صدم الحديث «عمار». اعترض بشدة على وجوده بين «مهرطقين»، قائلا لمحمود «ان كان الجن موجودا وتعتقد به فإن الله موجود ايضا، فكيف تؤمن بهذا وتنكر ذاك».
امتد الجدال بين الثلاثة حتى ساعات الصباح الاولى، وبعد اخذ ورد، وقف «عمار» حائرا حين قال له مسؤول البقاع في المقاومة انه بدوره يؤمن بالجن.. سأل «عمار» مسؤوله باستغراب «هل تؤمن أنت بالجن أيضا»؟ فأجابه الأخير بالإيجاب طالبا منه ان يقرأ القرآن لكي يكون قناعة مشابهة لقناعته، معتبرا ان في ذلك افادة مزدوجة، الأولى، تقوية لغة «عمار» العربية، والثانية، محاولة معرفة كيف يفكر الخصم الأيديولوجي..
تبرع «محمود» في تأمين كتاب القرآن الى «عمار»، وهكذا كان. لم يضع المقاوم الشيوعي وقته، ليجد نفسه، في الليالي الآتية عرضة لصراع ذاتي: «هل انا مستعد لان اترك ما انا عليه، أنا المسيحي التربية، الشيوعي الانتماء.. هل أصبح «اسلاميا» وأين الصح والخطأ. صار يقرأ كل ليلة كتاب القرآن، يجلس وحيدا محاولا تقليد جمال عبد الناصر (متربعا ووحيدا). انعزل كليا عن العالم وساعده في ذلك الطقس العاصف في تلك الأيام.. ولشدة خوفه، كان يستحم كلما اراد قراءة القرآن مخافة أن ينال عقابا ما.
في الساعة الثانية من فجر الجمعة في 7 شباط 1987، نهض «عمار» وغاص في القرآن مجددا حتى وصل الى آية قرآنية تتحدث عن ان كل من يعظم الله يسجد له. فكر «عمار» في ان يسجد. هو لا يجيد الصلاة لكنه تعلم قراءة الفاتحة من صديق له من جب جنين حين كان صغيرا. (اخبره يومها صديقه ان قراءة الفاتحة قبل الامتحانات المدرسية تنوره في حل اسئلة المسابقات)..
تذكر الشيوعي السابق سورة الفاتحة. قرأها. سجد وصلى.

الى جامع الامام علي در

في صباح اليوم التالي، وما أن انفرجت أحوال الطقس، اتجه «عمار» إلى بيروت قاصدا جامع الامام علي بن ابي طالب في منطقة طريق الجديدة. المنطقة التي يعرفها «عمار» جيدا، فقد كان أحد المقاتلين الذين دافعوا عنها اثناء اجتياح بيروت في العام 1982، وله مع المسجد نفسه حكاية أمنية طويلة يحتفظ بها.
نزع «عمار» حذاءه. جلس بين المصلين وأصغى لخطبة الجمعة ومن ثم أدى صلاته الأولى. بقي «عمار» لمدة يومين في جامع الامام علي متعبدا ومتعلما ليلا ونهارا، قبل أن ينتقل الى مسجد الازهر في عرمون، فأمضى فيه سنوات، في خدمة الله، قبل أن يعود ثانية إلى جامع الامام علي، داعية للإسلام حتى يومنا هذا...
للمزيد، فان «عمار» هو ابن بلدة ابل السقي، في قضاء حاصبيا، القرية الجنوبية التي قدمت كوكبة من المقاومين والشهداء من عساف الصباغ ورفاقه في اربعينيات القرن الماضي مقارعا العصابات الصهيونية في فلسطين، الى ابن «جمول» ورفيق درب «عمار» المقاوم الشهيد جورج نصرالله الذي نفذ حتى تاريخ استشهاده في السفوح الغربية لجبل الشيخ 88 عملية (استشهد في العام 1988)، بينها العملية النوعية التي اشتركا فيها ضد مبنى إذاعة «صوت الامل» التابعة لميلشيا انطوان لحد.
لا ينتمي «عمار» اليوم الى اي جماعة اسلامية. يدافع عن شكله الحالي كونه من اهل السنة ويرفض وضعه في اي خانة اسلامية. غاب «عمار» عن السمع منذ ذلك الحين وبدا منقطعا عن كل شيء، اختلف الرفاق حوله وحول تفسير انتقاله، منهم من اعتقد انه فقد عقله، ومنهم من ظن انه يقوم بمهمة ما، لكن الأرجح أنه قرر الهروب من الأخطاء الكثيرة التي صادفته بدلا من مواجهتها، على طريقة آخرين حاولوا ولم يصلوا الى أية نتيجة
نبيه عواضة

You are receiving this email because you subscribed to this feed at blogtrottr.com.

If you no longer wish to receive these emails, you can unsubscribe from this feed, or manage all your subscriptions

0 Responses to حكايــة مقــاوم شــيـوعي أصبـــح شــيـخـا

إرسال تعليق

مجلة القاهرة الجديدة