منتديات لبنان والجنوب المقاوم Lebanon Libanon Forum

السلاح الذي تملكه الدول العربية يهدر يومياً في ساحات القتال العربية، وتهدر معه مليارات الدولارات قيمة الأسلحة التي حصلت عليها دول النزاعات العربية بديلا عن صرفها على التنمية. فعلى مدى الخارطة العربية من ليبيا الى تونس الى مصر الى سوريا الى العراق الى اليمن الى السودان، شمالا وجنوبا، هناك ليس فقط أموال طائلة تهدر قيمة السلاح وانما قبل أي شيء أرواح رجال ونساء وأطفال وعجائز. ونأمل ان لا نتهم بتجنب الحقيقة اذا قلنا ان مجموع ما قتل من عرب على يد العرب خلال نصف قرن كان بالملايين من الضحايا مقابل مئات آلاف من الضحايا على يد اسرائيل!! وهذا ما يحزن له القلب وتدمع له العين. وأمام هذا الوضع المؤلم كيف يمكن ان يبقى في خزائن الدول النامية، ولا سيما الفقيرة منها، ما يكفي من المال للقضاء على العوز والمرض والجهل والأمية، ما دامت صفقات التسلح تأكل جزءأ كبيرا من «قطعة» النقد المتوافرة لمكافحة البؤس؟
هذا السؤال يطرحه المراقب الاقتصادي، في الوقت الذي يطالع احصاءات مدهشة عن الأموال التي انفقت على شراء السلاح لدى هذه الدول. ففي الاحصاءات الأخيرة الصادرة عن congressional research service ان مبيعات السلاح للدول النامية في العام الماضي كانت الأعلى منذ العام 2004 حيث بلغت 28 مليار دولار تشكل حوالى 60% من مجموع صفقات السلاح المعقودة مع كل دول العالم.
كما ان من المدهش أيضاً ان روسيا وأميركا معا كانتا الدولتين الرئيسيتين المتنافستين على عقد صفقات السلاح حيث بلغت قيمة ما زودتا به من السلاح للدول النامية الثلثين من مجموع الصفقات. والمدهش أيضاً ان منطقة الشرق الأوسط هي السوق الأكبر لشراء السلاح حيث بلغ قيمة مجموع ما اشترته حوالى 2.8 مليار دولار في العام الماضي وجاءت بعدها الهند بحوالى 2.7 مليار دولار.
ولو ان هذا السلاح يستخدم لحماية الدول العربية من عدو خارجي لهان الأمر، لكنه يستخدم أحيانا على «ساحات الوغى» العربية، وباضرار هائلة على البشر والحجر؟ وعلى سبيل المثال، وبغض النظر عن مواقف البعض من السلطة في سوريا أم من المعارضة السورية، هناك ثمن باهظ يدفعه المواطن السوري من الاضطرابات القائمة:
1 ـ الحركة الاقتصادية هبطت 50%
2 ـ التجارة الخارجية السورية هبطت بين 30 و70% حسب نوع القطاع التصديري.
3 ـ من المتوقع انحسار نمو الاقتصاد بنسبة 5.9% عن المعدل السابق.
4 ـ البطالة تضاعفت ووصلت الى 20%.
5 ـ الليرة السورية هبطت الى ما دون الـ70 مقابل الدولار في السوق السوداء والتضخم ارتفع بحوالى 50%.
6 ـ معدل الفقر أصبح 13%.
7 ـ مليارات دولارات خرجت من سوريا الى مواقع مصرفية مختلفة في العالم.
8 ـ السياحة هبطت بمعدل 79% خلال الـ4 اشهر الأولى من هذا العام.
9 ـ هبط مؤشر البورصة السورية (21 شركة مدرجة على البورصة) بمعدل 50% نهاية العام الماضي.
10 ـ العديد من المشاريع توقفت أو تأجلت ولن يكون من السهل تمويلها أو تنفيذها اذا ـ وهذا اذا ـ توقفت الحرب.
ذوالفقار قبيسي