شكلت التظاهرة الحاشدة التي نظمها العلويون في أنقرة أمس الأول محطة بارزة في مسيرة مطالبة العلويين الاعتراف بحقوقهم وهويتهم.
وجاءت التظاهرة في لحظة سياسية داخلية يحاول فيها رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان أن يحشد الدعم لسياساته الداخلية والخارجية، بعد المؤتمر الرابع لحزب العدالة والتنمية قبل عشرة أيام، وبعد محاولة اردوغان «الاستيلاء» على قصيدة لأحد الشعراء العلويين وعنوانها «نحن في طريق طويل ودقيق».
وردّ العلويون على اردوغان بإنشاد القصيدة التي صارت أغنية، بشكل جماعي خلال التظاهرة في إطار الصراع المفتوح على الرموز المفتوح عند كل منعطف.
وعكست التظاهرة كيف أن المطالب التي رفعها العلويون ليست جديدة، بل تعود إلى عقود خلت لم يحققها لا العلمانيون ولا الإسلاميون. وفي طليعة هذه المطالب الاعتراف بـ«بيوت الجمع» مراكز عبادة وإلغاء تدريس مواد دينية جديدة في المدارس ما يعكس رغبة من الحكومة الإسلامية تنشئة الجيل الجديد، وفي سن صغيرة على أسس دينية تبعاً للمذهب الحنفي مع تجاهل المذهب العلوي، رغم أن العلويين يشكلون ما لا يقل عن 15-18 مليوناً من مجموع السكان البالغ عددهم 73 مليوناً.
لكن التظاهرة عكست كذلك التصعيد في النبرة المذهبية في تركيا منذ سنة ونصف السنة حتى الآن، ولا سيما أيضاً في بعدها الخارجي، حيث أبدى العلويون رفضهم للحرب ضد سوريا معتبرين الشعب السوري شقيقاً.
وقال رئيس الاتحاد البكتاشي العلوي صلاح الدين اوزيل إن على اردوغان أن يعتذر عما يسببه للعلويين، مضيفاً إن رئيس الحكومة «لا يستطيع حل أي مشكلة لها علاقة بالديموقراطية في تركيا، ومن ثم يتحدث عن إقامة الديموقراطية في سوريا. هذا مضحك حتى للغربان. نحن العلويين لا نريد الحرب مع سوريا ولا إيران ولا اليونان، ولا أي دولة أخرى. كما أن مواطنينا إلى أي مذهب انتموا لا يريدون مثل هذه الحرب».
وفي صلة بهذا المناخ المذهبي كشفت الباحثة التركية شيناي اوزدين ان دراسات وتحقيقات قامت بها أظهرت ملامح خطة حكومية تهدف الى تخويف العلويين وتهجيرهم من اقليم هاتاي (الاسكندرون)، وذلك من خلال سلوكيات قسم من اللاجئين السوريين الذي يقيمون في معسكرات في المنطقة، ذلك ان معظم اللاجئين السوريين هم من المذهب السني، ويقومون بفرز بين السنة والعلويين، كما في المستشفيات كذلك على الأرض. وهم يبثون الذعر في قلب العلويين الأتراك ما يدفع هؤلاء إلى الانزواء بل ربما الانتقال إلى أماكن أخرى.
لكن الباحثة كشفت عن وجود مخطط لتجنيس بعض اللاجئين السوريين السنة، لإحداث نوع من التوازن مع علويي الاسكندرون الذين يشكلون الغالبية والذين تظاهروا أكثر من مرة رافعين صور الرئيس السوري بشار الأسد والأعلام السورية. وتقول إن حكومة اردوغان منحت سابقاً الجنسية التركية للعديد من الأفغان في منطقة الاسكندرون، وهي تعدّ الآن لتجنيس سوريين.
0 Responses to خطة تركية للواء الإسكندرون: تغيير الخريطة المذهبية؟