أعلن الجيش السوري سيطرته على منطقتي العامرية وتل الزرازير في مدينة حلب، مؤكدا مقتل عشرات المسلحين خلال العمليات التي نفذها في أحياء المدينة والقاء القبض على العديد منهم بريف دمشق.
وفي وقت سابق من يوم امس أعلن التلفزيون السوري ان الجيش قتل في تل الزرازير 22 من المسلحين وأصاب آخرين ودمر سيارات مزودة برشاشي دوشكا كما استهدفت تجمعات للمسلحين في حي الكلاسة، فيما قضى على عشرات المسلحين في باب النيرب ومدرسة الاستقلال في بستان القصر وعند دوار باب الحديد.
كما نفذ الجيش السوري عملية نوعية بالقرب من مدرسة وليد بن بلال في منطقة الفردوس أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، وفي ريف حلب استهدف اوكارا للمسلحين في الوضيحي ومفرق كفر داعل.
يأتي ذلك في وقت تشهد العلاقات التركية السورية توترا متصاعدا بعد انخراط أنقرة بالأزمة السورية ودعمها للمسلحين وجعل معابرها الحدودية الشريان الذي يعبر منه المسلحون الأجانب للمشاركة في حرب الاخوة.
ويرى مراقبون أن تركيا بدأت تشعر بتداعيات الأزمة السورية على مستوى الداخل والمواجهة مع حزب العمال الكردستاني، اضافة الى توتر العلاقات مع دول الجوار.
تركيا لم تقف عند حد تدريب وتهريب المسلحين بعد امدادهم بالسلاح والعتاد ناهيك عن الدعم اللوجستي والاستخباراتي للجماعات المسلحة، بل تعداه الى المطالبة باقامة مناطق عازلة على الحدود مع سوريا اضافة الى جعل ارضها ساحة للاستخبارات العالمية.
وقد كشفت صحيفة "ذا دايلي" البريطانية عن معسكرات يقودها ضباط من دول اسكندنافية لتدريب جماعات مسلحة، فيما أكدت صحيفة "صانداي تاميز" تدريب المخابرات البريطانية للمسلحين على الاراضي التركية وتجسس لصالحهم من قواعدها في قبرص وانقرة.
الى ذلك كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن نشاطات لمسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية جنوبي تركيا لتدريب المسلحين وتزويدهم بقذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدبابات بتمويل قطري وسعودي وتؤمن لهم صور أقمار اصطناعية مفصلة لتحركات الجيش السوري، وفي المقابل اكدت مصادر الجماعات المسلحة إن شحنات الاسلحة يتم تهريبها الى الاراضي السورية عبر مركبات تابعة للجيش التركي.
وقد دفع التورط التركي مع الجماعات المسلحة الى توجيه رسالة شديدة اللهجة الى انقرة تعبر عن استعداد سوريا بفتح مخازنها امام حزب العمال الكردستاني الذي يلح في الاونة الاخيرة على دمشق لتزويده بسلاح نوعي، ما يعكس تغيرا في معادلة المعارك على الساحة التركية لصالح حزب العمال الكردستاني.
هذه المستجدات ترافقت مع تراجع سعودي قطري عقب الخسارة الضمنية في الحرب على سوريا.
واعتبر مراقبون هذا التراجع صفعة قوية لانقرة لانها ستبقى وحيدة في المستنقع الازمة السورية ناهيك عن الاحتجاجات التي تخوضها المعارضة في الداخل واتهامها لاردوغان باقحام البلاد في متاهة الازمة السورية.
ويرى المراقبون ان هذا الوضع سينعكس سلبا على تركيا بداء من خسارتها لدول الجوار وصولا الى انقلاب الصورة بعد تراجع المسحلين امام ضربات الجيش السوري وانسحابهم الى اراضيها
0 Responses to مواجهات عنيفة بأحياء من حلب وريفها، والجيش يلاحق المسلحين في ريف دمشق