سادت حالة من التوتر في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة، بعدما اقتحمت مجموعة من المستوطنين والحاخامات باحات المسجد الأقصى، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الفلسطينيين وشرطة الاحتلال الحامية لهم، وما زاد الأمر احتقاناً هو قيام المستوطنين بكتابة شعارات معادية للسيد المسيح على أبواب دير للرهبان الفرنسيسكان في جبل الزيتون. أما في بيت لحم، فقد قام فلسطيني بدهس أربعة جنود إسرائيليين ما أسفر عن إصابتهم بجروح متوسطة وطفيفة.
وقالت مصادر من القدس لـ«السفير» ان أكثر من مئة مستوطن دخلوا المسجد الأقصى على فترات متتالية وكان بينهم القيادي في حزب الليكود اليميني المتطرف موشيه فيجلين، موضحة أن سلطات الاحتلال سمحت للمستوطنين بدخول المسجد لأداء طقوس دينية، ومنعت في المقابل دخول الفلسطينيين للصلاة.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً من الفلسطينيين اشتبكوا بالأيدي مع قوات الاحتلال بعدما حاولوا منعهم من دخول المسجد الأقصى، ما أسفر عن إصابات طفيفة بين الفلسطينيين واعتقال أكثر من عشرة منهم.
وتحظر إسرائيل دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً إلى المسجد الأقصى، وتفرض رقابة مشددة في محيطه، وتنشر العشرات من جنودها على أبوابه.
في غضون ذلك، خط مستوطنون شعارات مسيئة للمسيح باللغة العبرية على باب مدخل دير تابع للرهبان الفرنسيسكان في جبل الزيتون في القدس.
وتظهر إلى جانب الشعارات التي تسيء أيضاً للمسيحيين والديانة المسيحية كلمة «دفع الثمن»، وهو الشعار الذي يكتبه المستوطنون المتطرفون عادة إلى جانب أي عملية إجرامية يقومون بها ضد فلسطينيين أو ممتلكاتهم أو ضد الديانات الأخرى في الأرض الفلسطينية.
وليست هذه المرة الأولى التي يعتدي فيها مستوطنون على مقدسات مسيحية تحديداً، حيث أحرقوا منذ حوالي الشهر مدخل دير اللطرون في القدس، كما خطوا الشعارات المسيئة على جدارن وأسوار كنائس في المدينة في وقت سابق.
ودان بيان للأساقفة الكاثوليك في الأراضي المقدسة هذه الجريمة، وأعرب عن قلقه من «التعليم الذي يتلقاه الشبان في مدارس معينة حيث يتم تدريس التعصب والازدراء»، مؤكداً أن «هذا الهجوم هو واحد من عدة أعمال تعصب في إسرائيل والعالم وليس بالإمكان تحملها».
من جهتها، دانت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، «السياسة الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية والتي تؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين وقد تدخل المنطقة في دوامة من العنف لا تحمد عقباها».
وفي بيت لحم، أصيب أربعة من جنود الاحتلال بجروح متفاوتة بعدما دهسهم فلسطيني في سيارة أجرة، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي. وقالت المصادر إن جيش الاحتلال باشر بالبحث عن السيارة المذكورة من دون تحديد إن كان الحادث متعمداً.
وفي مدينة رام الله في الضفة الغربية، تظاهر عشرات الفلسطينيين مساء أمس احتجاجاً على استمرار الاعتقال السياسي من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية للناشطين السياسيين.
وقال الشاب أنس أبو هلال، في حديث إلى «السفير»، «نحن هنا لنقول للقيادات السياسية في الضفة وغزة، كفى للاعتقال السياسي»، مضيفاً «لا يمكن أن يعتقل الفلسطيني مرة من إسرائيل، ومرة من السلطات الحاكمة».
وهتف المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط اتفاق أوسلو، ورحيل السلطة الفلسطينية، بينما لم تحرك قوات الأمن الفلسطيني ساكناً، وانتهت التظاهرة من دون أي إشكالات.
وقال المتظاهرون ان أكثر من مئة شخص تم اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية مؤخراً على خلفية نشاطاتهم السياسية في الضفة وغزة، الأمر الذي نفته السلطتان التنفيذيتان في الضفة والقطاع.
0 Responses to المستوطنون يشعلون التوتر في القدس: اقتحام الأقصى وشعارات مسيئة على دير