الماسونية وعلاقتها باليهودية والصهيونية العالمية
منتدي التوحيد - إذا كان الحديث عن علاقة اليهودية بالماسونية من ناحية النشأة والتطور التاريخي، يشوبه الضعف عند البعض لجهة السند والمعطى اليقيني، بحكم تاريخية القضية وتعقيداتها المتداخلة والمركبة والمفتوحة على أكثر من احتمال وحساب واعتبار، فإن ما يوفره العصر الحديث من دلائل ومعطيات يقتل الشك باليقين، ويؤكد على حقيقة لا تقبل الجدل، ومفادها أن الماسونية هي البنت الوفية لليهودية بمعتقداتها ورموزها وأهدافها, وهذا ما أكدت عليه دائرة المعارف اليهودية لمؤلفها الماسوني اللبناني حنا أبو راشد في النص التالي:
«أما أن الماسونية يهودية, فذلك مما لا شك فيه من ناحية واحدة لا تتعداها، ونحن الماسونيون العريقون أعلم بذلك من الخوارج المتطفلين... بل إننا لنسمح بأن ندل هؤلاء على الحجة الدامغة في هذا الشأن، وهي حجة التوراة في عدة صفحات ورد فيها ما لا يمكن المكابرة معه عند المقابلة بين نصها والنص المماثل في التعاليم الماسونية».
وما صدر عن دائرة المعارف الماسونية الصادرة في فيلادلفيا طبعة 1903 تصب في هذا الاتجاه. ومما جاء فيها:
«إن اللغة الفنية والرموز والطقوس التي يمارسها الماسونيون الأوروبيون ملأى بالمُثُل والاصطلاحات اليهودية، ففي محفل «اسكوتلندا» نجد التواريخ الموضوعة على المراسلات والوثائق الرسمية كلها بحسب تقويم العصر والأشهر اليهودية، وتستعمل كذلك الأبجدية اليهودية».
أهداف اليهودية والماسونية في الاستيلاء على العالم الألوكة - الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض -
من البروتوكول الثاني: "إن الباقي أمامنا لنهاية الشوط مسافة قصيرة يجب قطعها؛ وحينئذ يصبح الطريق الطويل الذي عبرناه على استعداد لالتقاء طرفي الحية الرمزية التي شبهنا بها شعبنا، وعند إغلاق الحلقة وانطباق الكماشة تصبح دول أوربا في قبضة منجلية حديدية قوية".
وفي البروتوكول الثالث: "إن المستبدين والدكتاتوريين يهمسون في آذان الشعوب على لسان أعوانهم ودعائمهم أنهم ينزلون المضار بدولاب الحكم لهدف مهم هو ضمان سعادة شعوبهم، ومن أجل تحقيق الحياة الرغيدة لهم، ومن أجل تحقيق الأخوَّة العالمية بين البشر جميعًا، وأنهم إنما يعملون من أجل العدالة والمساواة بينهم في الحقوق والواجبات، ولكنهم بالطبع لا يذكرون لهذه الشعوب أن هذه الوحدة العالمية التي يقصدون إليها يجب أن تتمَّ عن طريقنا نحن، وتحت سيادتنا المطلقة وسلطاتنا الكلية.
وبفضل هذا الحال فإن الشعوب الأممية تقوم بنفسها بتحطيم كل نوع من أنواع الثبات والاستقرار في الوقت الذي تثير فيه الفوضى وتنشر الارتباك مع كل خطوة تخطوها".
ولقد أشار القاضي (أرمسترونج) بمدينة (تكساس) في كتابه "الخونة" طبعة عام 1948م إلى مؤتمر الصهيونيين الذي عقد في (بال) عام 1897م فقال: "إن فكرة قيام عصبة الأمم وهيئة الأمم المتحدة، ويتبعها إمبراطورية صهيونية عالمية - قد طرحت بهذا الترتيب الزمني على بساط البحث في المؤتمر الصهيوني الذي انعقد في مدينة بال عام 1897م.
لقد أعلن الصهيونيون المجتمعون في هذا المؤتمر أن هدفهم يرمي إلى إخضاع الشعوب المسيحية في العالم، وتأسيس إمبراطورية صهيونية يرأسها ملك يكون إمبراطورًا على العالم كله، وتكشف الخطة عن فكرتهم في الغزو والفتح، وقد كانوا يتبجَّحون في هذا المؤتمر قائلين: إنهم قادرون على فرض سيطرتهم على الصحافة وعلى الذهب في العالم كله.
إنهم يرون في فكرة نظام الحكم في العالم كعصبة الأمم القديمة وهيئة الأمم المتحدة فرصة أخرى ووسائل جديدة للوصول إلى أهدافهم للسيطرة على العالم.
ولقد سمعنا رئيس المؤتمر الصهيوني يفاخر بأن عصبة الأمم فكرة يهودية[1].
وفي سنة 1931م صرح البروفسور (أرنولد توينبي) في كوبنهاجن (الدانمرك) في خطاب له ألقاه فيها بصفته سكرتير المعهد الملكي للشؤون الخارجية الذي يتخذ مركزًا رئيسًا له في (شاثام هاوس) التاريخي، فقال: إن عصبة الأمم بشكلها المعروف قد سلمت بتقويض سيادة شعوبنا المختلفة[2].
وفي البروتوكول الثالث: "لقد حفرنا هوَّة سحيقة بين السلطات الحاكمة البصيرة وبين قوى الشعب العمياء، ففقد الاثنان بذلك معنى وجودهما وصارا كالأعمى وعصاته لا يساوي كل منهما شيئًا على انفراد.
واليوم نستطيع أن نذكِّركم أننا قد أصبحنا قَيْدَ خطوات من هدفنا ولم يبقَ أمامنا إلا شوط قصير نقطعه، وحينئذ نصبح بعد هذا الطريق الطويل الذي عبرناه على استعداد لانطباق طرفي الحية الرمزية التي شبهنا بها شعبنا، وعند إغلاق هذه الحلقة تكون كل أوربا قد وقعت في قبضة قوية لفكي كماشة حديدية قاسية".
لقد أعلن المحامي اليهودي (هنري كلين) في نيويورك أن الخطة هي في الواقع مؤامرة عالمية نسجها مجلس (سانهدرين) اليهودي، ونشر هذا المحامي في جريدته "صوت المرأة" بشيكاغو عام 1945م مقالاً قال فيه: إن البروتوكولات - وهي الخطة التي وضعت للسيطرة على العالم - أمر حقيقي ثابت، وأن زعماء الصهيونية يكونون مجلس (سانهدرين) الأعلى الذي يرمي إلى السيطرة على حكومات العالم، ثم أضاف المحامي إلى ذلك قوله: ولقد طردني اليهود من صفوفهم؛ لأنني أنكرت عليهم خططهم الشريرة"[3].
ويقول الكاتبان الفرنسيان الأخوان (جان وجيروم تارو) المعروفان بكتابتهما عن لبنان والشرق: "إن لليهود ما عدا الشريعة الموسوية والتوراة كتبًا أخرى وضعها بعض أئمَّتهم بعد رجوعهم من بابل؛ كالتلمود، والمشنا، والجيمارة، جمعوا فيها أقوال كبارهم وبنوا عليها سننًا وآدابًا يلزمونها كشرائع موسى والأنبياء، أخذوا كثيرًا منها من تقاليد الفريسيين.
ويقسم اليهود إلى (بروشيم)؛ أي: فريسيين، و(خاسيديم) وفرق أخرى، هذا فضلاً عن السحَرة الذين لا يقبلون من التوراة إلا أسفار موسى الخمسة، ولا يزال لديهم منها نسخة قديمة على رقٍّ سبقت عهد المسيح، وهؤلاء السحرة لا يوافقون اليهود على حقيقة قيام الأجساد، ويتبع عامة اليهود في معتقداتهم كتاب "القبالة" أو "كبالا" وهو كتاب سري قديم يعلم مناجاة الأحياء للأموات وتناسخ الأرواح.
وقد جاء في التوراة نفسها أن الشعب الإسرائيلي كان شديد الميل إلى الشرك وقد جنح مرارًا عديدة إلى عبادة الأوثان.
ويحض الدين اليهودي أبناءه على الازدياد والتكاثر ولا يتزوَّجون شرعًا إلا من اليهوديات، ولهم عدد كثير من الأبناء المختلفي الجنس، ومتى دعتهم المصلحة الشخصية والعامة إلى اعتناق المسيحية أو غيرها من الديانات فإنهم يفعلون ذلك ويظلون غير منحلين من قبيلتهم.
اليهودي شخص أناني يسعى في المجتمعات التي يعيش فيها لأن يوحِّد ثقافتها توحيدًا تامًّا في جميع نواحي نشاطها، حتى تذوب منها المميزات العنصرية المؤلَّفة منها هذه المجتمعات، ويبقى وحده محتفظًا بميزته اليهودية الخالصة التي لا يمكن أن تتحور مهما تقلبت عليها السنون والأجيال.
إن اليهودي في الواقع يظل دائمًا وأبدًا يهوديًّا، حتى إنه لو أحب الشعوب التي يعيش بينها أو اعتقد أنه أحبها أو أنه قد أحبها حقيقة، فإن دمه دائمًا دم يهودي يسيطر على كل تصرفاته وأعماله"[4].
"وإذا قرأت وصية حكمائهم عندما أنذرهم الملك (فرديناند) باعتناق المسيحية لئلاَّ تصادر أموالهم ويطردوا من أسبانيا ألفَيْت أيضًا الروحية اليهودية التلمودية لا تختلف في شيء عن هذه الوصايا الجهنَّمية الماكرة، فقد تساءل اليهود في هذه الأزمة: أمعتقداتهم الدينية ينبذون أم أملاكهم، فجاءهم الجواب التالي من حكمائهم:
أعزائي وإخواني بموسى.
تلقينا كتابكم الذي تبسطون فيه وضعكم المحرج فتأثرنا لذلك جدًّا وعليه نجيب:
أما بشأن إنذار ملك أسبانيا إياكم باعتناق المسيحية فاعتنقوها؛ لأنه ليس في استطاعتكم المقاومة، ولكن لتكن شريعة موسى محفوظة في قلوبكم، وأما بشأن مصادرة أموالكم فاجعلوا من أولادكم تجارًا ليتمكنوا رويدًا رويدًا من تجريد المسيحيين من أملاكهم، وجوابًا على اعتدائهم على حياتكم فاجعلوا من أولادكم أطباء وصيادلة لتتمكَّنوا من إزهاق أرواح المسيحيين، أما الرد على تدمير كنسكم فاجعلوا أولادكم كهنة وإكليريكيين ليدمروا كنائسهم، وأما بشأن التعديات التي تشكون منها فاجعلوا من أولادكم محامين ووكلاء دعاوى؛ ليستطيعوا التغلغل في شؤون الدولة وأجهزتها، بحيث يصبح المسيحيون تحت نيركم فتستولون على زمام السلطة وتثأرون منهم، لا تتقاعسوا عن تنفيذ أمرنا هذا وستجدون بالتجربة أنكم مهما ذللتم بالغون السيطرة المنشودة.
وفي ذلك يقول (ادوارد ريمون) (ص 254): كلما اعتنق يهودي المسيحية ازداد المسيحيون واحدًا ولكن لم ينقص اليهود واحدًا.
ويقول (كارل ماركس) (ص 262): إن اليهودي يتصرف على الطريقة اليهودية ليس بوصفه سيد السوق المالية، بل لأنه بفضله أصبح المال قوة عالمية، وأمست العقلية اليهودية العقلية العملية للشعوب المسيحية، إن اليهود ينحون نحوًا أصبح معه المسيحيون يهودًا[5].
وفي كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج"؛ تأليف الأميرال (وليام غاي كار) ترجمة (سعيد جزائرلي) (ص 198) بعنوان (وثيقة المخابرات الكندية): "كنت قد أنهيت كتابي هذا الفصل عام 1944م بعد أن استكملت دراسة كافة الوثائق والمعلومات المتعلقة في الأسطر السابقة، بَيْدَ أنه وقع في حيازتي بعد ثمانية أعوام بحكم منصبي[6] وثيقة خطيرة حصلت عليها إدارة المخابرات الكندية، فرأيت من واجبي أن أضم مقاطع منها إلى هذا النص لأهميتها الخاصة، تتعلق هذه الوثيقة بالمؤتمر الاستثنائي (للجنة الطوارئ لحاخامي أوروبا) الذي عُقِد في بودابست أيضًا في 12 كانون الثاني 1952م وفيما يلي موجز لهذه الوثيقة يتضمن بعض الفقرات الحرفية التي يمكنني نشرها:
تقرير من أوروبا عن المؤتمر الاستثنائي للجنة الطوارئ لحاخامي أوروبا.
الخطاب السري للحاخام الأكبر (ايمانويل رابينوفيتش).
تحية لكم يا أبنائي، لقد استدعيتم إلى هذا الاجتماع الخاص لإطلاعكم على الخطوط الرئيسة لمنهاجنا الجديد، وهو المنهاج المتعلق بالحرب المقبلة كما تعلمون، والتي كان مخططها الأصلي يقضي بإرجائها عشرين عامًا حتى نتمكن خلال ذلك من تدعيم المكاسب التي حصلنا عليها نتيجة الحرب العالمية الثانية، بَيْدَ أن تعليمات جديدة صدرت إلينا تقضي بتقصير هذه المهلة خمسة أعوام.
يجب أن أبلغكم أن الهدف الذي لا زلنا نعمل من أجله منذ ثلاثة آلاف عام قد أصبح في مطال يدنا الآن، ويحتم علينا دنوُّ الثمرة أخيرًا أن نضاعف الجهد ونكرِّس له كلَّ ما أوتينا من عبقرية وخبرة، وأستطيع أن أؤكِّد لكم الآن أنه لن تمرَّ أعوام قلائل حتى يسترد شعبنا المكان الأول في العالم الذي هو حقه المغتصَب منه منذ أجيال طويلة، فتعود بذلك الأمور إلى طبيعتها، ويصبح كل يهودي سيدًا وكل جوييم عبدًا (تصفيق حاد).
أما الهدف النهائي لهذه الخطة فهو بالطبع الحرب العالمية الثالثة التي ستفوق في آثارها ودمارها الحروب السابقة بمجموعها، وسنعمل على بناء إسرائيل حيادية في هذه الحرب حتى تنجو من آثارها، وحتى تصبح مقرًّا بعدها للجان التحكيم والرقابة... إلخ، التي سيعهد إليها بعدئذ الإشراف على مجموع قضايا الشعوب الباقية، ستكون هذه الحرب معركتنا الأخيرة في صراعنا التاريخي ضد الأمميين، وسنكشف آنئذ عن هويتنا الحقيقية ونسفر بوجهنا للعالم".
ومن تعاليم التلمود الذي يعظمه اليهود كما يعظمون التوارة: نحن شعب الله في الأرض، وقد أوجب علينا أن يفرقنا لمنفعتنا، ذلك أنه لأجل رحمته ورضاه عنا سخَّر لنا الحيوان الإنساني وهم كل الأمم والأجناس، سخرهم لنا لأنه يعلم أننا نحتاج إلى نوعين من الحيوان: نوع أخرس؛ كالدواب، والأنعام، والطير، ونوع ناطق؛ كالمسيحيين، والمسلمين، والبوذيين، وسائر الأمم من أهل الشرق والغرب، فسخرهم لنا ليكونوا في خدمتنا، وفرقنا في الأرض لنمتطي ظهورهم ونمسك بعنانهم ونستخرج فنونهم لمنفعتنا، لذلك يجب أن نزوِّج بناتنا الجميلات للملوك والوزراء والعظماء، وأن ندخل أبناءنا في الديانات المختلفة، وأن تكون لنا الكلمة العليا في الدول وأعمالها، وأن نفتنهم ونوقع بينهم وندخل عليهم الخوف ليحارب بعضهم بعضًا وفي ذلك كله نجني الفائدة الكبرى"[7].
ـــــــــــــــــ
[1] من كتاب "الحكومة السرية في بريطانيا"؛ بقلم جون كريج سكوت، الكتاب باللغة العربية طبع عام 1957م بمطابع دار الكتاب العربي بمصر.
[2] من كتاب "الحكومة السرية في بريطانيا".
[3] من كتاب "الحكومات السرية في بريطانيا".
[4] من كتاب "اليهودية العالمية وحربها المستمرة على المسيحية"؛ تأليف إيليا أبو الروس (ص 169- 170) من منشورات دار الاتحاد ببيروت سنة 1964م.
[5] من كتاب "اليهودية العالمية وحربها المستمرة على المسيحية" (ص 188- 189).
[6] هنا تعليق هذا نصه: كان المؤلف أحد قادة الأسطول الكندي وكانت إدارة المخابرات البحرية الكندية تابعة له.
[7] انظر: كتاب "الكنز المرصود في قواعد التلمود"؛ تأليف الدكتور روهلنج الذي ترجمه إلى العربية الدكتور يوسف نصرالله.
0 Responses to العلاقة بين اليهودية والماسونية واهدافهما من السيطرة على العالم