في جديد الحرب الأمنية بين المقاومة وإسرائيل، أعلنت سلطات الاحتلال أنها اعتقلت شاباً فلسطينياً بتهمة التجسس لمصلحة «حزب الله»، وأنه حاول جمع معلومات عن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، وعدد من الشخصيات السياسية الأخرى
يحيى دبوق
كشفت تل أبيب عن اعتقال الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فلسطينياً من سكان اراضي 48، بتهمة «التخابر مع حزب الله». وبحسب لائحة الاتهام، التي سمحت المحكمة المركزية في حيفا بتداولها اعلامياً، فإن ميلاد محمد الخطيب، من سكان بلدة مجد الكروم في شمال اسرائيل، والبالغ من العمر 26 عاماً، يعمل لمصلحة حزب الله منذ تجنيده في الدانمارك عام 2007، وقد اأُنيطت به مهمات استخبارية تخدم حزب الله في حال نشوب حرب بينه وبين اسرائيل.
وبحسب الاذاعة العبرية، جمع الخطيب معلومات استخبارية لمصلحة حزب الله عن قواعد عسكرية تابعة للجيش الاسرائيلي، ووسائل الاتصال والإمداد بين هذه القواعد، إضافة الى منشآت ومراكز تابعة لـ «سلطة تطوير الوسائل القتالية – رفائيل»، كما جمع معلومات عن اماكن مستودعات الاسلحة والذخيرة التابعة للجيش الاسرائيلي.
وتشير لائحة الاتهام الى ان التهمة الموجهة الى الخطيب هي «الاتصال بعميل اجنبي، والتجسس والتخطيط لمساعدة العدو في زمن الحرب، وتقديم خدمة لمنظمة محظورة». وتفيد لائحة الاتهام بأن الخطيب جمع معلومات عن شخصيات سياسية واعضاء كنيست عرب تابعين لاحزاب اسرائيلية، كما نفذ مهمة أُنيطت به في شهر آب من العام الماضي، بجمع معلومات حول الترتيبات الامنية خلال زيارة الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز الى مجد الكروم، «شملت الاجراءات الامنية، وعدد الحراس، ومعلومات عن طبيعة الموكب وعدد السيارات التي تسير خلفه». مع ذلك، اظهرت التحقيقات، بحسب مصادر في الشرطة الاسرائيلية، ان «الخطيب لم ينقل هذه المعلومات الى الجهات المعنية في حزب الله، اذ جرى اعتقاله قبل الموعد المحدد للقاء مشغليه».
واشارت وسائل اعلام عبرية امس الى ان الشرطة الاسرائيلية، بالتعاون مع جهاز الامن العام (الشاباك)، اعتقلت الخطيب في 26 من الشهر الماضي، وبسبب سير التحقيقات امتنع المحققون عن منع نشر اي معلومات عن نبأ الاعتقال، الى ان سمحت محكمة حيفا بتداول الخبر.
وبحسب لائحة الاتهام، التقى الخطيب مشغليه مرات عديدة خلال السنوات القليلة الماضية، في دول أوروبية، آخرها في تموز الماضي في تركيا، وسلّمهم معلومات استخبارية حساسة عن مواقع استراتيجية داخل اسرائيل، جرى تحديدها كي تكون اهدافاً للقصف الصاروخي، في حال نشوب حرب بين اسرائيل وحزب الله.
وقال قائد اللواء الشمالي في الشرطة الاسرائيلية ميخائيل شفشك إن «الخطيب اعترف باتصاله بحزب الله، وبمعظم الوقائع الواردة في لائحة الاتهام»، مشيرا الى ان «هذه الحادثة دليل على تطور لافت لانشطة الحزب في شمال اسرائيل». واضاف إن «اسلوب التجنيد، وطريقة الاتصال التي كانت تحكم اللقاءات وايصال المعلومات الاستخبارية، مختلفة عما كان يحصل في الماضي».
وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية، لوبا السمري ان التحقيقات بيّنت ان اللقاءات التي جمعت الخطيب بمشغليه من حزب الله، تناولت اضافة الى جمع المعلومات الاستخبارية، البحث في امكان انشاء تنظيم لفلسطينيّي عام 1948، شبيه بحزب الله، وايجاد اماكن وبيئة مناسبة لتنفيذ «عمليات عدائية» في اسرائيل، مشيرة الى ان آخر اللقاءات بين الجانبين جرت في الدانمارك وتركيا. وبحسب السمري، فان مشغل الخطيب، حرص على تأهيله وتدريبه والتأكد من مراعاته سلوكيات «جامع المعلومات»، بما يشمل ضرورة التواصل من خارج الوسائل التقليدية، كالاتصالات الالكترونية، وغيرها من الطرق والوسائل الاستخبارية.
0 Responses to تل أبيب تكشف عن جاسوس لحزب الله