وقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للامم المتحدة أمس، ليعلن بوضوح تمسكه بحملة عنوانها «الخطوط الحمراء» على ايران التي رفضها الرئيس الأميركي باراك اوباما من المنبر ذاته أمس الاول. كما أكد نتنياهو أن إسرائيل ستسعى إلى وقف البرنامج النووي الإيراني بكل الطرق، معتبراً أن وقت الحل الديبلوماسي «بدأ ينفد».
لكن خطاب نتنياهو جاء بعد تصريحات لوزير خارجيته دان أيالون بأن الجمهورية الإسلامية على وشك الإفلاس بسبب العقوبات الدولية الاقتصادية والمضي في برنامجها النووي، بالتزامن مع الكشف عن وثيقة من الخارجية الإسرائيلية تعتبر أن العقوبات الدولية المفروضة على طهران ألحقت أضراراً بالاقتصاد الإيراني أكبر مما كان يُعتقد. ويشكل ذلك إقراراً اسرائيلياً غير مسبوق بـ«فعالية» المقاربة الاميركية للملف الايراني.
وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بوضع خط أحمر واضح لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني يدفع الجمهورية الإسلامية إلى الرضوخ والتراجع عن برنامجها النووي «الذي يشكل خطراً داهماً على العالم»، معتبراً أن «الوقت ينفد أمام الحل الديبلوماسي».
وقال نتنياهو إن «إيران سترضخ أمام خط أحمر واضح، ولا شيء يؤثر على مستقبلنا أكثر من إيران مسلحة نووياً»، متسائلاً «من سيشعر منكم بالأمن في الشرق الأوسط أو أميركا أو أوروبا أو أي مكان إذا تسلحت إيران بالنووي؟»، مؤكداً أن «إيران تستغل المفاوضات لشراء الوقت، فلننظر إلى ما حققه النظام الإيراني من دون الحصول على السلاح النووي».
وتابع نتنياهو قائلاً إن «السؤال ليس ما إذا كانت إيران ستطوّر قنبلة، ولكن في اي مرحلة لا يمكن وقفها»، مشيراً إلى أن «إيران قطعت 70 في المئة من المشوار، وقد تستطيع تطوير مفجر نووي خلال أشهر قليلة».
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي إن «الردع قد لا يجدي مع الإيرانيين بعد حصولهم على السلاح النووي، والديبلوماسية مع إيران لا تجدي، ولا احد سيكون في مأمن إن حصلت إيران على القنبلة النووية. وإن قلنا إن حصول إيران على قنبلة نووية سيساهم في استقرار الشرق الأوسط كأننا نقول إن تسليح تنظيم القاعدة بالقنبلة النووية سيؤدي إلى استقرار الشرق الأوسط».
وقال نتنياهو إن «الإيرانيين لا يتوقفون عن العمل، وأنا أتحدّث عن الأمر، لأنه بات يمسّ استمرار إسرائيل، وانه حقي وواجبي أن أتحدث عنه، واعتقد أنه واجب كل قائد مسؤول يريد أن يحافظ على السلام العالمي»، مذكّراً بأن «الرئيس الإيراني الأسبق (علي أكبر هاشمي) رفسنجاني قال إن قنبلة نووية واحدة ستمحو إسرائيل ولن تؤثر على العالم».
وتوجّه نتنياهو «لمن يدّعون أن الدولة اليهودية ليس لديها جذور في المنطقة أو أنها سوف تضمحل في القريب العاجل»، ان «إسرائيل موجودة منذ زمن في التاريخ»، مضيفاً «تمكنا من تخطّي الكثير ممن كانوا يريدون تدميرنا. شعب اسرائيل لا يزال مستمراً والدولة اليهودية سوف تعيش إلى الأبد».
وفي وقت سابق أمس، أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي دان ايالون، أن إيران ما زالت تواصل برنامجها النووي على الرغم من أنها «على وشك الإفلاس»، بسبب عقوبات المجتمع الدولي.
وقال ايالون للإذاعة الإسرائيلية إن «إيران على وشك الإفلاس الاقتصادي بسبب العقوبات الدولية، وهناك احتجاجات متزايدة ضد نظام الملالي، ولكن هذه العقوبات لم تثن النظام الحاكم في طهران عن مواصلة طموحاته النووية».
وأضاف إن «موقفنا وموقف الولايات المتحدة متقارب حول البرنامج النووي الإيراني»، مشيراً إلى أن الاتصالات بين إسرائيل والإدارة الأميركية بشأن تحديد الخطوط الحمراء المنوي وضعها أمام إيران بالنسبة لبرنامجها النووي، تجري بشكل جيد جداً، وان الفجوات بينهما أخذت تتقلص.
ونشرت صحيفة «هآرتس» وثيقة لوزارة الخارجية الإسرائيلية تفيد بأن العقوبات الدولية المفروضة على طهران ألحقت أضراراً بالاقتصاد الإيراني أكبر مما كان يعتقد.
وأكد مسؤول إسرائيلي محتوى الوثيقة، ولكنه قال انه لا توجد علامة تذكر على أن العقوبات الاقتصادية أقنعت زعماء إيران بتغيير سياستهم النووية.
وأشارت الوثيقة إلى تراجع تزيد نسبته على 50 في المئة في حجم صادرات النفط الإيرانية خلال العام الماضي، وتراجع قيمة العملة المحلية.
وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي دان مريدور إنه تجب زيادة الضغوط على إيران، معتبراً «أن العقوبات لم تنجح حتى الآن في إثناء الزعماء الإيرانيين عن محاولتهم الحصول على قدرات نووية طموحة.. نحتاج لأن نواصل وأن نعزز ونكثف العقوبات الاقتصادية والديبلوماسية».
إلى ذلك، أكد نائب القائد العام لحرس الثورة الإسلامية العميد حسين سلامي، أن إيران اليوم قادرة على استهداف أي نقطة، وأي موقع في أي مكان بالعالم.
وأشار سلامي خلال مراسم التجمّع الكبير للقوات المسلحة في قم المقدسة، إلى أن «الغرب كان في فترة الحرب المفروضة، في ذروة قوته العسكرية، وكنا نعاني من الضعف الاقتصادي، إلا أن القضية انقلبت اليوم».
وأضاف «كنا نعاني من اقتصاد سقيم، وكنا نعتمد بشدة على النفط، إلا أننا اليوم تحوّلنا إلى منتجين ومصدرين، وقد بلغنا من القوة العسكرية حداً، بحيث أصبحنا قادرين على استهداف أي نقطة وموقع في العالم في أي لحظة وبأي حجم نشاء».
«السفير»
0 Responses to تنياهو يتمسّك بـالخطوط الحمراء: الديبلوماسية مع إيران ليست مجدية