القائمون على «الجناح العسكري» لآل المقداد أصبحوا في السجن. المخطوفان التركيان عادا إلى بلادهما. الاهتمام بهما كان فوق العادة، من لباس وتقدير وأسف، ولم يكن ينقص إلا أن «يرش» لهما وزير الداخلية مروان شربل الـ«كولونيا». أين اللبنانيون المخطوفون في سوريا؟ ألم يقل آنذاك ان «الأسبوع المقبل» سيحمل خيراً على هذا الصعيد. أقبل الأسبوع، وأصبح من الماضي، ولم يظهر الخير بعد. هل خدع لبنان، الرسمي والشعبي، من جانب الدولة التركية؟ لبنان فعل كل ما بوسعه لتحرير التركيين، من أشخاص لا تمون عليهم الدولة، فيما يبقى المخطوفون التسعة لدى عصابة «ابو ابراهيم» الذي، كما بات معلوماً، تمون عليه تركيا كثيراً. طبعاً، لا يمكن تبرير الخطف تحت أي ذريعة، لكن، ثمة من يقول ان «العمل الاستخباراتي، غالباً، هو خارج إطار الأخلاق، وبالتالي كان على لبنان أن يستغل اللحظة لاستعادة اللبنانيين».
يوم أمس كانت عائلة المقداد، على مدى انتشارها من البقاع إلى بيروت، تعد العدة للنزول إلى الشارع. السبب هو الاحتجاج على توقيف البعض منهم، في ظل «مماطلة الدولة في حل قضية ابننا حسان، الذي ما زلنا لا نعلم عنه شيئاً حتى الآن». هذا ما يقوله أحد وجهاء العائلة، في قرية مقنة البقاعية، علي حسن راغب المقداد. لكن، وفي ساعات الليل، جزم المقداد أن التحرّك في الشارع قد الغي، لمصلحة «الحراك السياسي الذي سنباشر به اليوم، وسنكون سلميين، وبعد ذلك لكل حادث حديث». التحرّك الاحتجاجي كان يشمل قطع أتوستراد طريق المطار، وليس الطريق القديم، ثم التخييم هناك، ما يعني القطع التام للطريق. كذلك كانت الطريق البقاعية بمحاذاة مقنة ستقطع أيضاً. كل هذا كان سيحصل اليوم عند السابعة صباحاً. وزير الداخلية يتنهد عند سماعه عن الأمر. يؤكد أنه كان على علم بذلك، ولكن «الحمد لله ما رح يصير شي هلق». يبدو أن الاتصالات نجحت في تفادي التحرّك.
وبعيداً عن قطع الطرقات، «ماذا عن المخطوفين، وأين أصبحت قضيتهم، وهل خدعتم من جانب الأتراك؟». ينفي شربل لـ«الأخبار» حصول أي خديعة. بالنسبة إليه، المهم «أننا أثبتنا للأتراك، وللعالم كله، أننا دولة محترمة، بعدما كانوا يظنون أننا لا نقدر على استعادة مخطوف». ولفت إلى أن متابعة القضية «مستمرة وبشكل يومي، ولكني وعدت الأتراك بأني لن أتكلم في الإعلام، وهذا ما سأفي به. ذات يوم، إذا وصلنا إلى حائط مسدود وشعرنا بأن ثمة من يخادع، فعندها سأعقد مؤتمراً صحافياً وسأقول كل شيء». أما عن الدور التركي في أصل عملية الخطف، فيوضح شربل: «الأتراك طالبوا بالمخطوفين في لبنان، وحررناهما، ولكن كيف سنطالب الأتراك بالمثل فيما المخطوفون اللبنانيون في سوريا؟ صحيح أن لتركيا مونة وحبة مسك على الخاطفين، ولكن بمطلق الأطوال لا يمكن أن نتعامل مع تركيا على أنها دولة خاطفة».
يُذكر أن قاضي التحقيق العسكري عماد الزين رد الأسبوع الماضي طلبات تخلية سبيل ثمانية موقوفين من آل المقداد، مقرراً ابقاءهم قيد التوقيف. وهؤلاء موقوفون، بحسب الادعاء، في جرم «انشاء تنظيم مسلح بهدف القيام بأعمال ارهابية، وخطف الناس وترويعهم بقوة السلاح، ومعاملة العناصر العسكرية بالشدة والعنف وحيازة اسلحة ومتفجرات من دون تراخيص». من جهتها، استغربت مصادر آل المقداد كيف يُزج بأبناء العائلة في السجن، في حين «تستقيل الدولة من مهمتها، ويبدو أننا خدعنا إذ لم يعد حسان المقداد المخطوف، كما لم يعد أي من المخطوفين سواه، بعدما وعدتنا دولتنا بأنها ستتولى متابعة الأمر». ويضيف المقداديون: «يخوفوننا الآن بأنهم سيستدعون 40 شخصا من العائلة، حسناً فليسجنوا العائلة كلها، وكأنه لم يعد هناك سوى عائلة المقداد... الا يوجد مخالفة للقانون في طرابلس، مثلاً، او سواها من المناطق؟ الآن يجدون العائلة ضعيفة ويستقوون عليها. فلتثبت دولتنا أنها دولة، أولاً، وبعد ذلك نحن حاضرون للامتثال لكل شيء».
0 Responses to حراك سلمي لآل المقداد بعد الخــديعة التركية